من قصايد الأمير عبدالرحمن بن مساعد **
أجهلك .. ولي سنين اتخيلك
اتمثلك في كل طيف .. والقاك في قسمات ضيف
كل المشاعر له تقول .. حنا هلك
أجهلك .. ولي سنين اتخيلك
القاك في بعض الوجيه .. ويمرني طيفك واجيه
يا باكر اللي اجهله .. ارقتني الأسئلة
وابطى العمر يستعجلك ..
أجهلك .. ولي سنين اتخيلك
بالعيوب وبالمزايا .. بالألم
لامن هجرتي يجتاحبي ضلوعي وحنايا
اتخيل شكوكك وظنك .. اتخيل التقصير منك
حتى الجفى اتخيله .. وكيف انا باتحمله .. واتحملك
أجهلك .. ولي سنين اتخيلك
وجهك اللي قد حبسته داخلي في غمضة عيوني
واللي ياما قد رسمته .. من عبث طيشي وجنوني
وجهك اللي دوم يظهر لما ألقى نشوة الفكرة الجديدة داهمتني
لما القى انكساراتي قصيدة واكتبتني
وجهك اللي دوم يظهر في اعاصيري وسكوني
في الجبال الشاهقة في أجمل خيالي
في السفوح الخافقة بين نبضي وانفعالي
وجهك اللي قد نحته في عظامي والجوارح
وجهك اللي قد حفظته وبتفاصيل الملاح
بالنهار في بسمته .. بالضيا اللي في ورودة
بالعبوس في غضبته .. بالتضاريس وحدوده
من جنوحه في البها .. لين اقصى نقطة في كاسر جماله
للعذوبة .. من شروق النور في ضيه
للشعر في غروبه
من شطوط الكحل في عيونك لنحرك
من بياض الثلج في خدك لجمرٍ قاد في ثغرك
وجهك اللي ما ابد يوم لمحته .. او عرفته
لي سنين اتخيله .. واتخيلك
ياللي كلي بك معرفة .. واجهلك
ما اصعبك .. كيف الاقيك
ما اسهلك .. لو الاقيك
ياللي دوم اتخيلك
مملكة حسن الزمن
وأنا الملك
فقير وعندي المال الكثير
فقير وملبسي غالي حرير
ويا صاحبي الحافي الفقير
ابنشدك ابسألك وشهو الحصير !!
وابسألك وشلون انا امر وانهي
واذا حكيت قبل انتهي من كلمتي
يقاللي سم ويصير
ولاشكيت من غفلتي طول زمنها
يقاللي لاتشتكي .. ماخلقت الشكوى لأمير
وابسألك وشلون انا مع كل ذا .. اقول عن نفسي فقير ؟؟؟
ياصاحبي لاصار للضحكه ثمن
وصاروا اصحابي كثير بس بثمن
والوفاء مابه وفاء الا بثمن
ابسألك ماني فقير ؟؟؟
ولاصارت اقوالي حكم
ولاقالها غيري غدت حكيٍ قديم
ابسألك ماني فقير؟؟
ولاصرت انا مانيب انا
ولاغلطت قالوا صحيح .. وكل شي اعمله يصبح عظيم
ابسألك ياصاحبي ماني فقير؟
وياصاحبي ابنشدك لامن جفتني دنيتي
وابتدأ الدرب الطويل اللى ابد ماينتهي
وانتهي العز القديم وماكنت اظنه ينتهي
والموت بدد فرحتي .. وحطوني في قبرٍ صغير
وحزنوا علي .. وبكوا هلي وناس من ربعي قليل
وارتاح من وجهي كثير
وبقيت وحدي في حيرتي مابه احد
لا طال عمرك ولا تحت امرك
ماغير انا وخوف ولحد وحساب قدامي عسير
وقتها ذكرت اني من زمان
يوم انه امهلني الزمان
هذا ظلمت .. هذا جرحت .. ياما كذبت
وذنوبي ماتحصي كثير
وقتها الىا ندمت .. ونفسي كرهت
عرفت ان الله كبير وان الهلاك اصبح اكيد
واني انا مالي رجاء .. ولاهروب من الدجا
من الجحيم الا بأمل عندي وحيد
ان الله غفار ورحيم
ابسألك ياصاحبي عني في وقتها
ماني فقير ؟؟؟
ما غدا للوقت معنى .. مابقى للشعر دافع ملّت الآمي حروفي .. ومل صدري من الضلوع
غصت في أعماق روحي .. خذت نبض من الشوارع يمكن ألقى أي معنى يوقد لشعري الشموع
صرت اراقب كل ومضة .. وارخي للهمس المسامع واحتري قلوبٍ تسافر من قساها للخشوع
ألتقيت الظلم لذة في البشر والعدل ضايع وألتقيت من المشاعر كل صنف وكل نوع
به قلوبٍ ياهي تشقى لو يبات الحقد جايع وبه قلوبٍ لوهي تقوى مابقى في الدنيا جوع
وبه عيون في هدبها تسكن الآم ومواجع ومن سواد اليأس فيها ماقوت تذرف دموع
به فقر مُدقع يبكي وبه غنا فاحش ورائع به بخل ظاهر وشامل به كرم لكن قنوع
به بشر ينسى صلفها ان كل من راح راجع وبه بشر تنطر اجلها ترتجي ذاك الرجوع
به مسلي طول ليلة كل ما مولاه مانع وبه مصلي ذاب ليله في سجودة والركوع
به كساد و به فساد و به طموح وبه مطامع به بطالة به سفالة به مخادع ومخدوع
به اسى غطى الحناجر به كدر قضى المضاجع به هروبٍ للتطرف والا لغياب وهجوع
به دجل يملى الحواري به كذوب في الجوامع طوّل اللحية لسلطة ماهو سنة والا طوع
به نفاق وفاق حده مالقى في الناس رادع به صدق موجود لكن مهمل وماله شيوع
به شعوبٍ ضاع املها تكره الفعل المضارع تلقى في الماضي عزاها اما حاضرها يلوع
به تعاسة وانتكاسة به ظلامٍ مايمانع يقتل اخر ضي فينا وشمسنا تنسى الطلوع
به كاءابة به سحابة غيثها دم ومدامع به مهانة واستكانة به مذلة به خضوع
به ليالٍ ما تبالي لو تجينا بالفواجع والحزن فيها مثالي واصلٍ ماهو قطوع
وش بقى في العمر معنى وش بقى للشعر دافع وكل ما سالت حروفي ضاقت بصدري الضلوع
مجلس رجال
على اليسار مقلّط .. وعلى اليمين صالة
ضيوف جالسين
قهوجي يلم الفناجين
وينطر اخر ضيف منهم يهز فنجاله
ضيف يقبل من بعيد
يقوم صاحب المجلس طلال لستقباله
شخص جالس على اليمين يهمس لجاره :
" هذا احمد اللي جاي بس ماهو لحاله "
" من معه ؟ "
" يبدولي اطفاله "
ويدخل احمد معه ثلاث اطفال
وعند باب الصالة يستقبله طلال
" السلام عليكم "
الكل يوقف
" هلا والله مرحبا عليكم السلام .. حي الله احمد هلا وسهلا .. تفضل .. كيف الحال ؟ "
" هلا طلال ..اعرّفك على عيالي .. ابني صابر عمره ثمان سنين .. لاتستحي سلّم ياصابر
بنتي هالة .. ست سنين .. سلم ياثامر على الجماعة .. وش هذا اللي في يدك ؟؟
اه .. سجايري والولاعة "
عبدالمعين يطالع الساعة .. ويهمس لجاره
" كيف يجيب اطفاله ؟! .. محد منا معه اطفاله .. ليش يجيب اطفاله "
ويجلس احمد ويجلس حوله عياله
طلال يقول :
" ما شاء الله .. ياحليلهم .. الله يحفظهم ويحرسهم ويحميهم
ماشاء الله يا صابر : ايش هالثوب الجديد "
احمد يقول وملىء وجهه ابتسامة
" هذا صابر موهوب في التقليد قوم ياصابر قلّد اصالة
والا تدري وري عمك كيف يركض سامي الجابر "
ينطلق صابر لخارج المجلس .. يرجع معه كورة يشوتها .. تنزل من السقف ثمان لمبات مكسورة
احمد يقول وملىء وجهه ابتسامة
" شاطر ياصابر ... شفت ياطلال شقاوة هالعيال "
طلال يتمتم :
" ياحليلهم .. الله يحفظهم ويحرسهم ويحميهم "
" تعالي ياهالة سمعيهم و وريهم اغنية و رقصة الخيالة
لا تستحي يا بنت مافيه احد غريب هذا عمك طلال وهذا عمك مثيب
وهذا عمك عبدالمعين وهذا ..... لا مؤاخذة انت مين ؟ "
- انا عبدالكريم
" عبدالكريم .. تخيّل يا اخي ماعرفتك لانك يمكن ملتحي .... لاتستحي يابنت لاتستحي ..
تدري طلال " هالة نجحت بامتياز "
صوت مدوي ينفجر
" اه ياثامر ما اشطنك .. كسّرت القزاز "
احمد يقول وملىء وجهه ابتسامة
" شفت ياطلال شقاوة هالعيال "
طلال يتمتم :
" ياحليلهم ..الله يحفظهم ويحرسهم ..... ؟؟؟؟!!!!
" وش كنت اقول ايوا طلال كنت اقول هالة نجحت بامتياز اعطيتها البارح فلوس
وقلت لها ياهالة ايش ما تبغي اشتري "
طلال يقول
" مبروك .. مبروك .. ايش تبغي تصيري لما تكبري "
هالة تتفل على طلال .. وتقول :
" ايش دخل ابوك "
احمد يقول وملىء وجهه ابتسامة
" شفت ياطلال شقاوة هالعيال "
طلال يتمتم :
"ياحليلهم .. الله يحفظهم ..................... ؟؟!!!
" تعال ياثامر .. عد لعمك من واحد الى العشرة "
ثامر يبتدي يعد
" واحد ..اثنين .. ثلاثة .. سبعة "
احمد يقول وملىء وجهه ابتسامة
" دايم يعد .. ولما يوصل اربعة يلخّبط "
يالله ياثامر من جديد
يبدا ثامر من جديد
" واحد .. اثنين .. ثلاثة .. سبعة "
" شاطر يا ثامر شفتوا كيف لخبط "
ينفتح باب المقلّط ويدخل النادل شايل دخون
والصالة في حالة جنون
احمد يصفق .. صابر وثامر يرقصون
طلال يقوم
" العشاء .. تفضلوا ..الله يحيكم "
احمد يقول
" يالله يا اولاد الله يحميكم .. اتعشوا اول .. بعدين سووا اللي تبون "
يركض الاولاد قبل الضيوف .. وللمقلط يدخلون
صابر ياخذ برتقالة .. يرميها على النادل .. تطيح المدخنة والدخون
ثامر هناك .. يكسر بياله .. ويرمي شظاياه على اللي ياكلون
هالة ترمي على طلال صينية ... وتاخذ علبة مياه غازية
تخضها .. تخضها .. تخضها .....
وترقص رقصة الخيالة .. وتفتح العلبة
احمد يقول وملىء وجهه ابتسامة
" ايوه ... هذي رقصة الخيالة "
والضيوف في ثياب من المياه الغازية يرفلون
مجلس رجال
على اليسار مقلط .. وعلى اليمين صالة
كل شي فيها ماهو على حاله
قزاز مكسور .. سجادة محروقة .. غترة مشقوقة
صينية هناك مرمية ...
ضيوف مبللين بمياة غازية
على وجه عبدالمعين جرح قطعي . .ومهلبيّة
نادل مصاب بحروق من الدرجة الاولى .... وجروح سطحية
كورة ... لمبات مكسورة
يضهر احمد من المقلط وملىء وجهه ابتسامة
" اكرمك الله يا طلال..شايف شقاوة هالعيال
اقول طلال .. اشكر ام العيال نورة .. العشاء كان رائع .. ماقصرت مشكورة
عشاكم ياجماعة بعد اسبوع عندي ... لازم تشوفو ولدي الصغير ؟!!
اخر العنقود .. منصور .. عمره ثمان شهور .. شيطاني يعقد ..اظن له معي صورة
شوف يا طلال هالصورة .. لاتغرك نظرته .. ترى والله ذكي مره
ما يضحك ولا يبكي لما يبدا اخوه ثامر يعد "
طلال صامت ما يرد
وترتسم على وجهة احمد علامة استفهام ويتساءل في داخله
" طلال كن وجهه متغير ..اكيد احد من هالضيوف زعله
مسكين طلال .. دايم في حاله مايخلوه .. زين جبت العيال سلوه "
ويخرج احمد من الصالة .. فخور بعياله
تارك وراه مجلس .... كان مجلس رجال
وعلى اليسار بقايا مقلط ... وعلى اليمين شبه صالة
أجهلك .. ولي سنين اتخيلك
اتمثلك في كل طيف .. والقاك في قسمات ضيف
كل المشاعر له تقول .. حنا هلك
أجهلك .. ولي سنين اتخيلك
القاك في بعض الوجيه .. ويمرني طيفك واجيه
يا باكر اللي اجهله .. ارقتني الأسئلة
وابطى العمر يستعجلك ..
أجهلك .. ولي سنين اتخيلك
بالعيوب وبالمزايا .. بالألم
لامن هجرتي يجتاحبي ضلوعي وحنايا
اتخيل شكوكك وظنك .. اتخيل التقصير منك
حتى الجفى اتخيله .. وكيف انا باتحمله .. واتحملك
أجهلك .. ولي سنين اتخيلك
وجهك اللي قد حبسته داخلي في غمضة عيوني
واللي ياما قد رسمته .. من عبث طيشي وجنوني
وجهك اللي دوم يظهر لما ألقى نشوة الفكرة الجديدة داهمتني
لما القى انكساراتي قصيدة واكتبتني
وجهك اللي دوم يظهر في اعاصيري وسكوني
في الجبال الشاهقة في أجمل خيالي
في السفوح الخافقة بين نبضي وانفعالي
وجهك اللي قد نحته في عظامي والجوارح
وجهك اللي قد حفظته وبتفاصيل الملاح
بالنهار في بسمته .. بالضيا اللي في ورودة
بالعبوس في غضبته .. بالتضاريس وحدوده
من جنوحه في البها .. لين اقصى نقطة في كاسر جماله
للعذوبة .. من شروق النور في ضيه
للشعر في غروبه
من شطوط الكحل في عيونك لنحرك
من بياض الثلج في خدك لجمرٍ قاد في ثغرك
وجهك اللي ما ابد يوم لمحته .. او عرفته
لي سنين اتخيله .. واتخيلك
ياللي كلي بك معرفة .. واجهلك
ما اصعبك .. كيف الاقيك
ما اسهلك .. لو الاقيك
ياللي دوم اتخيلك
مملكة حسن الزمن
وأنا الملك
فقير وعندي المال الكثير
فقير وملبسي غالي حرير
ويا صاحبي الحافي الفقير
ابنشدك ابسألك وشهو الحصير !!
وابسألك وشلون انا امر وانهي
واذا حكيت قبل انتهي من كلمتي
يقاللي سم ويصير
ولاشكيت من غفلتي طول زمنها
يقاللي لاتشتكي .. ماخلقت الشكوى لأمير
وابسألك وشلون انا مع كل ذا .. اقول عن نفسي فقير ؟؟؟
ياصاحبي لاصار للضحكه ثمن
وصاروا اصحابي كثير بس بثمن
والوفاء مابه وفاء الا بثمن
ابسألك ماني فقير ؟؟؟
ولاصارت اقوالي حكم
ولاقالها غيري غدت حكيٍ قديم
ابسألك ماني فقير؟؟
ولاصرت انا مانيب انا
ولاغلطت قالوا صحيح .. وكل شي اعمله يصبح عظيم
ابسألك ياصاحبي ماني فقير؟
وياصاحبي ابنشدك لامن جفتني دنيتي
وابتدأ الدرب الطويل اللى ابد ماينتهي
وانتهي العز القديم وماكنت اظنه ينتهي
والموت بدد فرحتي .. وحطوني في قبرٍ صغير
وحزنوا علي .. وبكوا هلي وناس من ربعي قليل
وارتاح من وجهي كثير
وبقيت وحدي في حيرتي مابه احد
لا طال عمرك ولا تحت امرك
ماغير انا وخوف ولحد وحساب قدامي عسير
وقتها ذكرت اني من زمان
يوم انه امهلني الزمان
هذا ظلمت .. هذا جرحت .. ياما كذبت
وذنوبي ماتحصي كثير
وقتها الىا ندمت .. ونفسي كرهت
عرفت ان الله كبير وان الهلاك اصبح اكيد
واني انا مالي رجاء .. ولاهروب من الدجا
من الجحيم الا بأمل عندي وحيد
ان الله غفار ورحيم
ابسألك ياصاحبي عني في وقتها
ماني فقير ؟؟؟
ما غدا للوقت معنى .. مابقى للشعر دافع ملّت الآمي حروفي .. ومل صدري من الضلوع
غصت في أعماق روحي .. خذت نبض من الشوارع يمكن ألقى أي معنى يوقد لشعري الشموع
صرت اراقب كل ومضة .. وارخي للهمس المسامع واحتري قلوبٍ تسافر من قساها للخشوع
ألتقيت الظلم لذة في البشر والعدل ضايع وألتقيت من المشاعر كل صنف وكل نوع
به قلوبٍ ياهي تشقى لو يبات الحقد جايع وبه قلوبٍ لوهي تقوى مابقى في الدنيا جوع
وبه عيون في هدبها تسكن الآم ومواجع ومن سواد اليأس فيها ماقوت تذرف دموع
به فقر مُدقع يبكي وبه غنا فاحش ورائع به بخل ظاهر وشامل به كرم لكن قنوع
به بشر ينسى صلفها ان كل من راح راجع وبه بشر تنطر اجلها ترتجي ذاك الرجوع
به مسلي طول ليلة كل ما مولاه مانع وبه مصلي ذاب ليله في سجودة والركوع
به كساد و به فساد و به طموح وبه مطامع به بطالة به سفالة به مخادع ومخدوع
به اسى غطى الحناجر به كدر قضى المضاجع به هروبٍ للتطرف والا لغياب وهجوع
به دجل يملى الحواري به كذوب في الجوامع طوّل اللحية لسلطة ماهو سنة والا طوع
به نفاق وفاق حده مالقى في الناس رادع به صدق موجود لكن مهمل وماله شيوع
به شعوبٍ ضاع املها تكره الفعل المضارع تلقى في الماضي عزاها اما حاضرها يلوع
به تعاسة وانتكاسة به ظلامٍ مايمانع يقتل اخر ضي فينا وشمسنا تنسى الطلوع
به كاءابة به سحابة غيثها دم ومدامع به مهانة واستكانة به مذلة به خضوع
به ليالٍ ما تبالي لو تجينا بالفواجع والحزن فيها مثالي واصلٍ ماهو قطوع
وش بقى في العمر معنى وش بقى للشعر دافع وكل ما سالت حروفي ضاقت بصدري الضلوع
مجلس رجال
على اليسار مقلّط .. وعلى اليمين صالة
ضيوف جالسين
قهوجي يلم الفناجين
وينطر اخر ضيف منهم يهز فنجاله
ضيف يقبل من بعيد
يقوم صاحب المجلس طلال لستقباله
شخص جالس على اليمين يهمس لجاره :
" هذا احمد اللي جاي بس ماهو لحاله "
" من معه ؟ "
" يبدولي اطفاله "
ويدخل احمد معه ثلاث اطفال
وعند باب الصالة يستقبله طلال
" السلام عليكم "
الكل يوقف
" هلا والله مرحبا عليكم السلام .. حي الله احمد هلا وسهلا .. تفضل .. كيف الحال ؟ "
" هلا طلال ..اعرّفك على عيالي .. ابني صابر عمره ثمان سنين .. لاتستحي سلّم ياصابر
بنتي هالة .. ست سنين .. سلم ياثامر على الجماعة .. وش هذا اللي في يدك ؟؟
اه .. سجايري والولاعة "
عبدالمعين يطالع الساعة .. ويهمس لجاره
" كيف يجيب اطفاله ؟! .. محد منا معه اطفاله .. ليش يجيب اطفاله "
ويجلس احمد ويجلس حوله عياله
طلال يقول :
" ما شاء الله .. ياحليلهم .. الله يحفظهم ويحرسهم ويحميهم
ماشاء الله يا صابر : ايش هالثوب الجديد "
احمد يقول وملىء وجهه ابتسامة
" هذا صابر موهوب في التقليد قوم ياصابر قلّد اصالة
والا تدري وري عمك كيف يركض سامي الجابر "
ينطلق صابر لخارج المجلس .. يرجع معه كورة يشوتها .. تنزل من السقف ثمان لمبات مكسورة
احمد يقول وملىء وجهه ابتسامة
" شاطر ياصابر ... شفت ياطلال شقاوة هالعيال "
طلال يتمتم :
" ياحليلهم .. الله يحفظهم ويحرسهم ويحميهم "
" تعالي ياهالة سمعيهم و وريهم اغنية و رقصة الخيالة
لا تستحي يا بنت مافيه احد غريب هذا عمك طلال وهذا عمك مثيب
وهذا عمك عبدالمعين وهذا ..... لا مؤاخذة انت مين ؟ "
- انا عبدالكريم
" عبدالكريم .. تخيّل يا اخي ماعرفتك لانك يمكن ملتحي .... لاتستحي يابنت لاتستحي ..
تدري طلال " هالة نجحت بامتياز "
صوت مدوي ينفجر
" اه ياثامر ما اشطنك .. كسّرت القزاز "
احمد يقول وملىء وجهه ابتسامة
" شفت ياطلال شقاوة هالعيال "
طلال يتمتم :
" ياحليلهم ..الله يحفظهم ويحرسهم ..... ؟؟؟؟!!!!
" وش كنت اقول ايوا طلال كنت اقول هالة نجحت بامتياز اعطيتها البارح فلوس
وقلت لها ياهالة ايش ما تبغي اشتري "
طلال يقول
" مبروك .. مبروك .. ايش تبغي تصيري لما تكبري "
هالة تتفل على طلال .. وتقول :
" ايش دخل ابوك "
احمد يقول وملىء وجهه ابتسامة
" شفت ياطلال شقاوة هالعيال "
طلال يتمتم :
"ياحليلهم .. الله يحفظهم ..................... ؟؟!!!
" تعال ياثامر .. عد لعمك من واحد الى العشرة "
ثامر يبتدي يعد
" واحد ..اثنين .. ثلاثة .. سبعة "
احمد يقول وملىء وجهه ابتسامة
" دايم يعد .. ولما يوصل اربعة يلخّبط "
يالله ياثامر من جديد
يبدا ثامر من جديد
" واحد .. اثنين .. ثلاثة .. سبعة "
" شاطر يا ثامر شفتوا كيف لخبط "
ينفتح باب المقلّط ويدخل النادل شايل دخون
والصالة في حالة جنون
احمد يصفق .. صابر وثامر يرقصون
طلال يقوم
" العشاء .. تفضلوا ..الله يحيكم "
احمد يقول
" يالله يا اولاد الله يحميكم .. اتعشوا اول .. بعدين سووا اللي تبون "
يركض الاولاد قبل الضيوف .. وللمقلط يدخلون
صابر ياخذ برتقالة .. يرميها على النادل .. تطيح المدخنة والدخون
ثامر هناك .. يكسر بياله .. ويرمي شظاياه على اللي ياكلون
هالة ترمي على طلال صينية ... وتاخذ علبة مياه غازية
تخضها .. تخضها .. تخضها .....
وترقص رقصة الخيالة .. وتفتح العلبة
احمد يقول وملىء وجهه ابتسامة
" ايوه ... هذي رقصة الخيالة "
والضيوف في ثياب من المياه الغازية يرفلون
مجلس رجال
على اليسار مقلط .. وعلى اليمين صالة
كل شي فيها ماهو على حاله
قزاز مكسور .. سجادة محروقة .. غترة مشقوقة
صينية هناك مرمية ...
ضيوف مبللين بمياة غازية
على وجه عبدالمعين جرح قطعي . .ومهلبيّة
نادل مصاب بحروق من الدرجة الاولى .... وجروح سطحية
كورة ... لمبات مكسورة
يضهر احمد من المقلط وملىء وجهه ابتسامة
" اكرمك الله يا طلال..شايف شقاوة هالعيال
اقول طلال .. اشكر ام العيال نورة .. العشاء كان رائع .. ماقصرت مشكورة
عشاكم ياجماعة بعد اسبوع عندي ... لازم تشوفو ولدي الصغير ؟!!
اخر العنقود .. منصور .. عمره ثمان شهور .. شيطاني يعقد ..اظن له معي صورة
شوف يا طلال هالصورة .. لاتغرك نظرته .. ترى والله ذكي مره
ما يضحك ولا يبكي لما يبدا اخوه ثامر يعد "
طلال صامت ما يرد
وترتسم على وجهة احمد علامة استفهام ويتساءل في داخله
" طلال كن وجهه متغير ..اكيد احد من هالضيوف زعله
مسكين طلال .. دايم في حاله مايخلوه .. زين جبت العيال سلوه "
ويخرج احمد من الصالة .. فخور بعياله
تارك وراه مجلس .... كان مجلس رجال
وعلى اليسار بقايا مقلط ... وعلى اليمين شبه صالة