مختارات من اشعار الحاج
ذهبَ المجوس ورجَعوا وقالوا
فَتَحتُهما عليك. لن أموت وهما مُغمضتان.
اللّيل على لسانك شمس.
طلبتُ أنْ يذهبوا ويأتوا بالوقت، فذهب المجوس
ورجعوا وقالوا:
سيمحو ليلَ الشتاء ليل الصيف. سيمحو دمع الشتاء
دمع الصيف. سيطير عصفور حزين من القفص ليعود
إلى القفص عصفور حزين.
التائه الصغير استقرّ عند باب عروسه، فقتله
الحُرّاس على العَتَبَة.
تُشرقين أبكر من أصيل الطفولة.
مُتكبّرة كلوعة محروقة.
رَبَطتُ لحبيبتي بين السنين. ربطت على مفارق
الخجل. أبحرتُ كجاسوس تحت الماء. لم يَرَني
خفير. لم يكشف طويّتي بصّار. لم تشعرُ حتى
حبيبتي.
وصلتُ إلى شاطئها فتضايقتْ. وإذ وَزنتْ كلامي
رقَّت. ولما قلت أُريدها، جَفلتْ. أسرعتْ خلف الروابي
نزلتْ تحت الروابي.
ربطتُ لها بين الشُّهُب والشّيَم. وكُلّ مَكْمن كان
مُحْكماً وأمامه سياج.
لكنّ حبيبتي أطلقت كبرياءها. أطلقت من
كبريائها ذئباً على وجهي.
غابَ وجهي
حان للثعلب العاشق
أصغيتُ لأنّي تشوّقت إلى صوتك
نظرت لأنّي تشوّقت إلى وجهك
مُدّي يديك إلى حافظ عهدك
أُنظري إلى الثعلب العاشق ولا تقولي: يا اللّه، كم من
الدجاج يحمل ضميره!
بل قولي: حان للثعلب أنْ يجدني، فهو ترك وراءه
الغابات، وأنا لم أعد أرى أمامي.
بعدما عرفتُ حقائق العالم فكرهتها وأحببتها
تركتُ الشمس تغيب
وأطفأتُ في غرفتي
أطفأتُ وقلتُ: أُحبّك
أجابوا: أُحبّك !
وأغمضتُ عيني فوجدتك
لأنّي كُلّما أغمضتُ عينيّ
رأيتُ السعادة.
أيكون حُبّي لك واحداً؟
أتمجّد بك ألتجئ إليك
يا امرأة الأعمار المديدة
يا امرأة الثمرات والمعونات
يا امرأة الأحراج والبحار
يا امرأة العينين المُرسِلَتَين إلى الأشياء نعمتها
يا امرأة الشفتين المُغرورقتين بالدموع...
هُمْ رأوا شرّاً بينهم
أنا رأيتهم.
إلى متى يقصد الرجل الظُّلمة فيضيع
وهو مكاناً واحداً يبغي
إلى متى أُرْزق باطل العطايا
وأنا ما اشتهيت غيرك
إلى متى ينزل اللّيل على اللّيل كُلّ ليل
ولا يطلع اللّيل ليلة من قلبي...
إنّي أترك الأسئلة والأجوبة
أترك التظاهر والادّعاء
أترك الوطن السطحيّ وأزقّة الجَدَل
أترك مشاغلي وأترك مبادئي
فأنت السّنون التي انقضت من دونك.
ومهما يكن هذا الكلام باهتاً
فهو عادل وليس باهتاً.
إنّي سأترك الأسئلة والأجوبة
ودمي سأترك على الصخور
والشجر
وسواحل الشمس وكواحل الأدغال
وسأتركه على قوس القزح
وعلى طريق بيتك
فانظري إلى دمي ولا تقولي: كم حزين هذا
المنظر بل قولي: كم هو حيّ حبيبي وحُبّه في
الحَجَر والشجر والبشر
فإنّي سأذهب لكنّ الذي جئتُ لأجله
سوف يبقى.
الأساور
عرفتُ جُدراناً كثيرة. كُنتُ، عندما أعجز عن
هدمها، أنساها، فتنهدم.
حتّى ظَهَرَ هذا الجدار.
قال لي: ''لن تنساني''.
لم أستطع هدمه. لم ينهدم.
يمنعني من المرور.
يمنعني من الوقوف.
يمنعني من العودة.
عرفت جُدراناً كثيرة لكنْ لم أعرف أقوى.
قال لي: ''لن تنساني'' ، رغم أنّي أستطيع أن أنسى.
ولم يقل لي سيهدمني، لكنّي عرفت من وقفته
الواثقة
خلْف هذا الجدار، البيت الذي في أحلامي.
مناجم الذهب وعباءات الفرح، والمكتوب على
الجبين.
خلف هذا الجدار لي جائزة ولحبيبتي جائزة،
وسبعة أجراس لن تُقرع إلا لنا، تنتظرنا كما تنتظر الأساور اليدين.
ذهبَ المجوس ورجَعوا وقالوا
فَتَحتُهما عليك. لن أموت وهما مُغمضتان.
اللّيل على لسانك شمس.
طلبتُ أنْ يذهبوا ويأتوا بالوقت، فذهب المجوس
ورجعوا وقالوا:
سيمحو ليلَ الشتاء ليل الصيف. سيمحو دمع الشتاء
دمع الصيف. سيطير عصفور حزين من القفص ليعود
إلى القفص عصفور حزين.
التائه الصغير استقرّ عند باب عروسه، فقتله
الحُرّاس على العَتَبَة.
تُشرقين أبكر من أصيل الطفولة.
مُتكبّرة كلوعة محروقة.
رَبَطتُ لحبيبتي بين السنين. ربطت على مفارق
الخجل. أبحرتُ كجاسوس تحت الماء. لم يَرَني
خفير. لم يكشف طويّتي بصّار. لم تشعرُ حتى
حبيبتي.
وصلتُ إلى شاطئها فتضايقتْ. وإذ وَزنتْ كلامي
رقَّت. ولما قلت أُريدها، جَفلتْ. أسرعتْ خلف الروابي
نزلتْ تحت الروابي.
ربطتُ لها بين الشُّهُب والشّيَم. وكُلّ مَكْمن كان
مُحْكماً وأمامه سياج.
لكنّ حبيبتي أطلقت كبرياءها. أطلقت من
كبريائها ذئباً على وجهي.
غابَ وجهي
حان للثعلب العاشق
أصغيتُ لأنّي تشوّقت إلى صوتك
نظرت لأنّي تشوّقت إلى وجهك
مُدّي يديك إلى حافظ عهدك
أُنظري إلى الثعلب العاشق ولا تقولي: يا اللّه، كم من
الدجاج يحمل ضميره!
بل قولي: حان للثعلب أنْ يجدني، فهو ترك وراءه
الغابات، وأنا لم أعد أرى أمامي.
بعدما عرفتُ حقائق العالم فكرهتها وأحببتها
تركتُ الشمس تغيب
وأطفأتُ في غرفتي
أطفأتُ وقلتُ: أُحبّك
أجابوا: أُحبّك !
وأغمضتُ عيني فوجدتك
لأنّي كُلّما أغمضتُ عينيّ
رأيتُ السعادة.
أيكون حُبّي لك واحداً؟
أتمجّد بك ألتجئ إليك
يا امرأة الأعمار المديدة
يا امرأة الثمرات والمعونات
يا امرأة الأحراج والبحار
يا امرأة العينين المُرسِلَتَين إلى الأشياء نعمتها
يا امرأة الشفتين المُغرورقتين بالدموع...
هُمْ رأوا شرّاً بينهم
أنا رأيتهم.
إلى متى يقصد الرجل الظُّلمة فيضيع
وهو مكاناً واحداً يبغي
إلى متى أُرْزق باطل العطايا
وأنا ما اشتهيت غيرك
إلى متى ينزل اللّيل على اللّيل كُلّ ليل
ولا يطلع اللّيل ليلة من قلبي...
إنّي أترك الأسئلة والأجوبة
أترك التظاهر والادّعاء
أترك الوطن السطحيّ وأزقّة الجَدَل
أترك مشاغلي وأترك مبادئي
فأنت السّنون التي انقضت من دونك.
ومهما يكن هذا الكلام باهتاً
فهو عادل وليس باهتاً.
إنّي سأترك الأسئلة والأجوبة
ودمي سأترك على الصخور
والشجر
وسواحل الشمس وكواحل الأدغال
وسأتركه على قوس القزح
وعلى طريق بيتك
فانظري إلى دمي ولا تقولي: كم حزين هذا
المنظر بل قولي: كم هو حيّ حبيبي وحُبّه في
الحَجَر والشجر والبشر
فإنّي سأذهب لكنّ الذي جئتُ لأجله
سوف يبقى.
الأساور
عرفتُ جُدراناً كثيرة. كُنتُ، عندما أعجز عن
هدمها، أنساها، فتنهدم.
حتّى ظَهَرَ هذا الجدار.
قال لي: ''لن تنساني''.
لم أستطع هدمه. لم ينهدم.
يمنعني من المرور.
يمنعني من الوقوف.
يمنعني من العودة.
عرفت جُدراناً كثيرة لكنْ لم أعرف أقوى.
قال لي: ''لن تنساني'' ، رغم أنّي أستطيع أن أنسى.
ولم يقل لي سيهدمني، لكنّي عرفت من وقفته
الواثقة
خلْف هذا الجدار، البيت الذي في أحلامي.
مناجم الذهب وعباءات الفرح، والمكتوب على
الجبين.
خلف هذا الجدار لي جائزة ولحبيبتي جائزة،
وسبعة أجراس لن تُقرع إلا لنا، تنتظرنا كما تنتظر الأساور اليدين.