منتديات جســــر الأصــــدقاء

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اهلا و مرحبا
بجميع الأعضاء و الزائرين
اتمنى لكم قضائ وقت مفيد

منتديات واحة الأصدقاء( http://www.taib.yesegy.com/taib/ )
منتديات جسر الأصدقاء( http://www.eltaib.v90.us/forum/)



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات جســــر الأصــــدقاء

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اهلا و مرحبا
بجميع الأعضاء و الزائرين
اتمنى لكم قضائ وقت مفيد

منتديات واحة الأصدقاء( http://www.taib.yesegy.com/taib/ )
منتديات جسر الأصدقاء( http://www.eltaib.v90.us/forum/)

منتديات جســــر الأصــــدقاء

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات جسر الأصدقاء ترحب بجميع الأصدقاء على الرابط التالى (http://www.eltaib.v90.us/forum/ )
منتديات واحة الأصدقاء ترحب بجميع الزائرين على الرابط التالى ( http://www.taib.yesegy.com/taib )

    من ديوان النابغة الشيباني

    الرحيل
    الرحيل


    عدد المساهمات : 425
    تاريخ التسجيل : 01/06/2011

    من ديوان النابغة الشيباني Empty من ديوان النابغة الشيباني

    مُساهمة  الرحيل الجمعة يونيو 17, 2011 12:11 am

    آذَنَ اليومَ جِيرتي بارتحالِ

    آذَنَ اليومَ جِيرتي بارتحالِ
    وبِبَيْنٍ مُودَّعٍ واحتمالِ
    وانتضوا أينق النجائب صعراً
    أَخَذوها بالسَّيْر بالإرقالِ
    وَاعْتَلَوْا كلَّ عَيْهَمٍ دَوْسَرِيٍّ
    أرحبي يبذ وسع الجمال
    فكأن الرياض أو زخرف المجـ
    ـدَلِ مِنْها على قُطوعِ الرحالِ
    عدلوا بينها وبين عتاقٍ
    مُقْرَباتٍ تُصانُ تحتَ الجِلالِ
    فهي قبٌّ كأنهن ضراءٌ
    كقداح المفيض أو كالمغالي
    خَرَجوا أَنْ رَأَوْا مَخيلَة َ غَيْثٍ
    من قصورٍ إلى رياض أثال
    يومَ بانوا بكلِّ هيفاءَ بِكْرٍ
    ورَداحٍ وطَفْلة ٍ كالغَزالِ
    بكراتٌ أدمٌ أصبن ربيعاً
    أو ظباءٌ أَوْ رَبْرَبٌ في رِمالِ
    فَهْيَ بيضٌ حُورٌ يُبَسِّمْنَ عن غُرْ
    رٍ وأنيابُهُنَّ شَوْكُ السِّيالِ
    جاعلاتٌ قطفاً من الخز والبا
    غز حول الظباء فوق البغال
    جازئاتٌ جمعن حسناً وطيباً
    وقَواماً مِثْلَ القَنا في اعْتدالِ
    غص منها بعد الدماليج سورٌ
    والخلاخيلُ والنُّحور حَوالِ
    فكأن الحلي صيغت حديثاً
    يتألقن أو جلاهن جال
    ثُمَّ زَفَّتْ تعدو بِزقٍّ جِفالِ
    مخطفات البطون ميث النوالي
    لثن خمراً على عناقيد كرمٍ
    يانعاتٍ أَتْمِمْنَ في إكمالِ
    فهي تُبدي طوْراً وتُخفي وُجوهاً
    كل وجهٍ أغر كالتمثال
    كالدمى حسنهن أربهى على الحسـ
    ـن ويضعفن في تقى ً وجمال
    لابساتٌ غض الشباب جديداً
    مثقلاتٌ تنوء بالأكفال
    جاعلاتٌ من الفرند دروعاً
    والجلابيب من طعام الشمال
    يتأزرن بالمروط من الخـ
    ـزِ ويَرْكُلْنَها بِسُوقٍ خِدالِ
    فإذا مامشين مالت غصونٌ
    مِلْنَ نحوَ اليمينِ بَعْدَ الشِّمالِ
    يَتَقَتلْنَ لِلْحليمِ مِنَ القَوْ
    م فيسبينه بحسن الدلال
    وإذا مارمينه جانبياً
    أو عشيراً أَقْصَدْنَهُ بالنِّبالِ
    ولقد قُلتُ يومَ بانوا بصرمٍ
    كيف وَصْلي من لا يُجِدُّ وصالي
    وإذا ما انطوى أخٌ ليَ دوني
    فجديرٌ إن صَدَّ أَنْ لا أُبالي
    كل ما اختصتني به الله ربي
    ليس من قوتي ولا باحتيالي
    لو أطيع الشموع أو تعتليني
    زل حلمي ولامني عذالي
    وإذا ماذكرت صرف المنايا
    كادِّكارِ الحَزينِ في الأطلالِ
    كل عيشٍ ولذة ٍ ونعيمٍ
    وحياة ٍ تودي كفيء الظلال
    كَفَّني الحِلْمُ والمشيبُ وَعَقْلي
    ونهى اللهِ عَنْ سبيلِ الضلالِ
    وأرى الفقر والغنى بيد اللـ
    ـهِ وَحَتْفَ النُّفوسِ في الآجالِ
    ليس ماءٌ يروى به متعفوه
    واتنٌ لا يغور، كالأَوْشالِ
    قد يغيض الفتى كما ينقص البد
    ر وكلٌ يصير كالمستحال
    فمحاقٌ هذا وهذا كبيرٌ
    بعدما كان ناشئاً كالهلال
    ليس يغني عنه السنيح ولا البر
    ح ولا مشفقٌ زمام قبال
    فإذا صارَ كالبَلِيَّة ِ قَحْماً
    هو مر الأيام بعد الليالي
    وكَسَتْهُ السِّنونَ شيباً وضَعْفاً
    وطَوَتْ خَطْوَهُ بِقَيْدٍ دِخالِ
    عادَ كالضَّبِّ في سنينَ مُحُولٍ
    عادَ في حُجْرِهِ حليفَ هُزالِ
    ليس حي يبقى وإن بلغ الكبـ
    ـرة إلا مصيره لزوال
    كلُّ ثاوٍ يَثْوي لحينِ المنايا
    كجزورٍ حبستها بعقال
    إن تمت أنفس الأنام فإن الـ
    ـله يبقى وصالحَ الأعمالِ
    كلُّ ساعٍ سعى لِيُدْرِكَ شيْئاً
    سَوْفَ يأتي بِسَعْيهِ ذا الجَلالِ
    فَهُمُ بينَ فائِزٍ نالَ خَيْراً
    وشقي أصابه بنكال
    فولاة الحرام من يعمل السو
    ءَ عدوٌّ حربٌ لابنِ الحلالِ
    إنَّ مَنْ يركَبُ الفواحشَ سِرّاً
    حين يخلو بسوءة ٍ غير خال
    كَيْفَ يَخْلو وعندَهُ كاتِباهُ
    شاهدَيْهِ ورَبُّهُ ذو المِحالِ
    فاتق الله مااستطعت وأحسن
    إنَّ تقوى الإلهِ خيرُ الخِلالِ
    وإذا كنت ذا أناة ٍ وحلمٍ
    لم تَطِرْ عِندَ طَيْرة ِ الجُهّالِ
    وإذا ما أَذَلْتَ عِرْضَك أودى
    وإذا صِينَ كانَ غيرَ مُذالِ
    ثُمَّ قُلْ للمُريد حَوْلَ القوافي:
    إن بعض الأشعار مثل الخبال
    أَثْقِفِ الشِّعْرَ مرّتين وأَطنِبْ
    في صُنوف التشبيبِ والأمْثالِ
    وفلاة ٍ كأنها ظهر ترسٍ
    عُودُه واحدٌ قديمُ المِطالِ
    حَوْمة ٍ سَرْبَخٍ يَحارُ بها الرَّكْـ
    ـب تنوفٍ كثيرة الأهوال
    جبت مجهولها وأرضٍ بها الجـ
    ـن وعقد الكثيب ذي الأميال
    وعَدابٍ منْ رَملة ٍ ودَهَاسٍ
    وجِبالٍ قَطَعتُ بَعْدَ جِبالِ
    وَسُهوبٍ وكلِّ أبطحَ لاخٍ
    ثم آلٍ قد جبت من بعد آل
    بعقامٍ أجدٍ تقلج بالرا
    كِبِ عَنْسٍ جُلالة ٍ شِمْلالِ
    عيسجورٍ كأنها عرمس الوا
    دي أَمونٍ تزيفُ كالمُختالِ
    فإذا هجتها وخافت قطيعاً
    خَلَطَتْ مَشْيَها بِعَدْو نِقالِ
    كذعورٍ قرعاء لم تعل بيضاً
    ذات نأيٍ ليست بأم رئال
    فهي تهفو كالرِّمْثِ فوق عَمودَيْـ
    ـنِ عَلَتْهُ مُسْوَدَّة ُ الأَسْمالِ
    وَهْيَ تَسْمو بِذي بلاعيمَ عُوجٍ
    أصقع الرأس كالعمود الطوال
    فيها كالجنون أو طائف الأو
    لقِ مِنْ ذُعْرِ هَيْقة ٍ مِجْفالِ
    أو كجأبٍ مكدمٍ أخدري
    حول أُتنٍ لواقح وحيال
    يَرْتَمي الريحَ من سَماحيجَ قُبٍّ
    بِنُسالٍ تطيرُ بعدَ نُسالِ
    فرعاها المصيف حتى إذا ما
    رَكدَ الخاطِراتُ فَوْقَ القِلالِ
    حثها قارحٌ فجالت جميعاً
    خشية ً من مكدمٍ جوال
    فهو منها وهن قودٌ سراعٌ
    كرقيب المفيض عند الخصال
    سحره دائمٌ يرجع يحدو
    ها مصرٌ مزايلٌ للفحال
    فإذا استاف عوذاً قد أقصت
    ضَرَحَتْهُ تَشيعُ بالأَبْوالِ
    وكأنَّ اليَراعَ بين حَوامٍ
    حينَ تعْلو مَرْوٌ وسُرْجُ ذِبالِ
    نحو ماءٍ بالعرق حتى إذا ما
    نَقَعَتْ أَنْفُساً بِعَذْبٍ زُلالِ
    عرفَ الموتَ فاستغاثَ بأَفْنٍ
    ذي نَجاءٍ عَطِّ الحَنيفِ البالي
    فهو يهوي كأنه حين ولى
    حَجَرُ المِنْجَنيقِ أو سَهْمُ غالِ
    ذاك شبهته وصاحبة الـ
    ـفِ قَلوصي بعدَ الوَجا والكَلالِ
    تَنْتَوي من يزيدَ فضلَ يَدَيْهِ
    أَرْيحيّاً فَرْعاً سَمينَ الفَعالِ
    حَكَمِيّاً بين الأعاصي وحَرْبٍ
    أبطحي الأعمام والأخوال
    أُمَّهُ مَلْكة ٌ نَمَتْها ملوكٌ
    وهي أهل الإكرام والإجلال
    أمها بنت عامر بن كريزٍ
    وأبوها الهمام يوم الفضال
    تلك أمٌ كست يزيد بهاءً
    وجمالاً يبذ كل جمال
    وأبوه عبد المليك نماه
    زاد طولاً على الملوك الطوال
    فَهْوَ مَلْكٌ نَمَتْهُ أيضاً مُلوكٌ
    خير من يحتذي رقاق النعال
    حالف المجد عبشمياً إماماً
    حل داراً بها تكون المعالي
    أريحيّاً فرْعاً ومعقِلَ عِزٍّ
    قَصُرَتْ دونَهُ طِوالُ الجِبالِ
    أُعطيَ الحِلْمَ والعَفافَ مع الجو
    د ورأياً يفوق رأي الرجال
    وحباهُ المَليكُ تقوًى وبِرّاً
    وهو من سوس ناسكٍ وصال
    يقطعُ الليلَ آهَة ً وانْتِحاباً
    وابْتهالاً للّهِ أيَّ ابْتهالِ
    راعَهُ ضَيْغمٌ من الأُسْدِ وَرْدٌ
    جا بِلَيْلٍ يهيسُ في أَدْغالِ
    تارة ً راكعاً وطوراً سجوداً
    ذا دموعٍ تنهل أي انهلال
    وله نحبة ٌ إذا قام يتلو
    سوراً بعد سورة الأنفال
    عادِلٌ مُقْسِطٌ وميزانُ حَقٍّ
    لم يحف في قضائه للموالي
    مُوفِياً بالعُهودِ من خَشْية اللا
    هِ ومَنْ يَعْفُهُ يكنْ غَيْرَ قالِ
    مُحْسِنٌ مُجْمِلٌ تَقِيٌّ قَوِيٌّ
    وهو أهل الإحسان والإجمال
    ليس بالواهن الضعيف ولا القحـ
    ـم ولا مودنٍ ولا تنبال
    تم منه قوامه واعتدال الـ
    ـخَلْقِ والرأيُ بالأمورِ الثقالِ
    وهو من يعفه ينخ بكريمٍ
    يَلْقَ جُوداً مِنْ ماجِدٍ مِفْضالِ
    مثل جود الفرات في قبل الصيـ
    ـفِ تَرامى تيّارُهُ بالجُفالِ
    فَهْوَ مُغْلَولِبٌ وَقَدْ جَلَّلَ العِبْـ
    ـرَيْنِ ماءٌ يُفيضُه غيرَ آلِ
    فإذا ماسما تلاطم بالمو
    ج جوادٌ كالجامح المستشال
    فهو جون السراة صعبٌ شموسٌ
    سار منه تيار موجٍ عضال
    كَبَّ مِنْ صَعْنَباءَ نخلاً ودُوراً
    وارتمى بالسفين والموج عال
    وتَسامَتْ منهُ أواذيُّ غُلْبٌ
    كَفِحالٍ تَسْمو لِغُلبِ فِحالِ
    غير أن الفرات ينضب منه
    ويزيدٌ يزداد جود نوال
    وَهْوَ إنْ يعْفُهُ فِئامٌ شُعوبٌ
    يبتد المعتفين قبل السؤال
    ويذد عنهم الخلالة منه
    بِسِجالٍ تَغْدو أَمامَ سِجالِ
    فإذا أُبْرِزَتْ جِفانٌ من الشِّيـ
    ـزى وفيها سَديفُ فَوْقَ المَحالِ
    قتل الجوع والهزال فبادا
    حين هر العفاة شحم المتالي
    وكأن الترعيب فيها عذارى
    خالصاتُ الألوانِ إلْفُ الحِجالِ


    الرحيل
    الرحيل


    عدد المساهمات : 425
    تاريخ التسجيل : 01/06/2011

    من ديوان النابغة الشيباني Empty رد: من ديوان النابغة الشيباني

    مُساهمة  الرحيل الجمعة يونيو 17, 2011 12:12 am

    ألا طال التنظر والثواء

    ألا طال التنظر والثواء
    وجاءَ الصيْفُ وانكشف الغطاءُ
    وليسَ يقيمُ ذو شَجَنٍ مُقيمٍ
    ولا يَمضي إذا ابتُغيَ المَضاءُ
    طوال الدهر إلا في كتابٍ
    لمقدارٍ يوافقه القضاء
    ولا يعطى الحريص غنى ً لحرصٍ
    وقد ينمي لذي الجود الثراء
    غني النفس ما استغنت غنيٌّ
    وفَقرُ النفسِ ما عَمِرتْ شَقَاءُ
    إذا استحيا الفتى ونشا بحلمٍ
    وسادَ الحيَّ حالفَهُ السَّناءُ
    وليس يسود ذو ولدٍ ومالٍ
    خفيف الحلم ليس له حياء
    ومن يَكُ ذَا حَياً لم يُلْقِ بؤساً
    يَنُخْ يوماً بِعَقْوتهِ البلاَءُ
    تعاوره بنات الدهر حتى
    تثلمه كما انثلم الإناء
    فكُلُّ شَديدة ٍ نزلتْ بِحَيٍّ
    سيأتي بعد شدتها الرخاء
    فَقُلْ للمتّقي حَدَثَ المنايا:
    توقَّ، فليسَ ينفعُك اتّقاءُ
    ولا تك المصاب ، وأي حي
    إذا ما مات يُحييهِ البكاءُ؟
    وقُلْ للنفْسِ: من تُبقي المنايا؟
    فكلُّ الناسِ ليسَ له بقاءُ
    تعزي بالأسى في كل حي
    فذلك حينَ يَنْفعُها العَزاءُ
    ستفنى الراسيات ، وكل نفسٍ
    ومالٍ سَوْفَ يَبْلُغُه الفَناءُ
    يُعَمَّرُ ذو الزمانة ِ وهو كَلٌّ
    على الأدنى وليس له غناء
    ويردى المرء وهو عميد حيًَ
    ولو فادوه ماقبل الفداء
    إذا حانتْ مَنِيَّتُهُ وأوصى
    فليس لنفسه منها وقاء
    وكلُّ أُخوَّة ٍ في الله تبقى
    وليس يدوم في الدنيا إخاء
    أَصِبْ ذا الحِلْمِ منك بِسَجْل وُدٍّ
    وصله ، لا يكن منك الجفاء
    ولا تصل السفيه ولا تجبه
    فإن وصال ذي الخربات داء
    وإن فراقه في كل أمرٍ
    وصرم حبال خلته شفاء
    وضيفك ما عمرت فلا تهنه
    وآثِرْهُ وإن قلَّ العَشاءُ
    ولا تجعَلْ طعامَ الليل ذُخْراً
    حذار غدٍ ، لكل غدٍ غداء
    وكل جراحة ٍ توسى فتبرا
    ولا يَبْرا إذا جرحَ الهِجاءُ
    يؤثر في القلوب له كلومٌ
    كداء الموت ليس له دواء
    وحوك الشعر ما أنشدت منه
    فَيَنْفي سيّىء َ الاكفاءِ عَنْهُ
    غُثاءُ السَّيْلِ يضرحُ حَجْرتَيْه
    تجلله من الزبد الجفاء
    من الشُّعراءِ أكْفاءٌ فُحولٌ
    وفَرّاثونَ إنْ نطقوا أساؤوا
    فَهَل شِعران: شِعرُ غناً وحَكْمٍ
    وشعرٌ لا تعيج به ، سواء ؟
    فإنْ يكُ شاعرٌ يعوي فإنّي
    وجدتُ الكلبَ يقتلُه العُواءُ
    وإن جَرِبَتْ بواطنُ حالبيهِ
    فإنَّ العَرَّ يَشفيهِ الهِناءُ
    وقلت لمن أبث إليه سري
    وينفعُني وإيّاهُ الخَلاءُ:
    ألا يا هندُ هل تُحيينَ مَيْتاً؟
    وهل لقروضنا أبداً أداء ؟
    أحلأت النفوس لتقتليها
    وهن إلى مناهلكم ظماء
    أديم صفاءها ويدوم عهدي
    وإنْ طالَ التعاشُرُ والصفاءُ
    فإن يك أهلنا ناءوا وبانوا
    وبان بها أقاربها وناءوا
    فقد أعْفو مَنازِلَها بِفَلْجٍ
    وفي آيات دمنتِها امتحاءُ
    تراوحها من الأرواح هوجٌ
    كأن نخيل تربتها هباء
    وكل مجلجلٍ دانٍ زحوفٍ
    تشابه غيمه فيه استواء
    كأن على غواربه زحوفاً
    لها لَجَبٌ يُصَمُّ به الدُّعاءُ
    كأن دفاف مأدبة ٍ وعرسٍ
    ورجازٍ يجاوبه الحداء
    ونوح مآتمٍ وحنين عوذٍ
    يجاوبُها من النَّعَمِ الرُّغاءُ
    على أعْجازهِ إذ لاحَ فيهِ
    سيوف الهند أخلصها الجلاء
    إذا انسحَّتْ دلاءُ الماء منهُ
    أمدته بسافكها الدلاء
    فليس حفيله كحفيل غيثٍ
    ولا كمياهِهِ في الأرضِ ماءُ
    قرارُ الأرض ممّا صَبَّ فيها
    لهُ حُبُكٌ مُوَكَّرة ٌ مِلاءُ
    فأقلعَ والشَّمالُ تحنُّ فيهِ
    بكلٍّ قَرارة ٍ منها إضاءُ
    فأعْقبَ بقلُهُ نَوْراً تؤاماً
    كَلَوْنِ الرَّقمِ حَطَّ به الفِلاءُ
    ونور البخترية والخزامى
    وحنوته لبهجتها بهاء
    فقد جُنَّت كواكبُهُ جُنوناً
    لها صبحٌ إذا ارتفع الضحاء
    إذا اغتبقت من الأنداء طلا
    فإن صبوحها منها رواء
    فأوْحشَ رَبْعُها وعفت رِياضٌ
    تولَّدُ في كواكِبها الظِّباءُ
    بِها سُفْعٌ مُوَلَّعَة ٌ هِجانٌ
    هواملُ لا تطرِّدُها الضِراءُ
    كأن جلودها إذ بان عنها
    نَسيلُ الصيف بالصيف المُلاءُ
    لهن جآذر نعست ، فنامت
    عَواقدُ في سوالِفِها انثناءُ
    وعاناتٌ يطردها فحولٌ
    نَواشطُ في أَياطِلِها انطواءُ
    تَرومُ حِيالها وتصُدُّ عنها
    لواقحُ مِنْ صَعابتها الإباءُ
    فكلُّ هَجَنَّعٍ تحنو إليهِ
    نقانقُ في بلاعِمِها الْتِواءُ
    كأنَّ ظهورَها حُزَمٌ أنابَتْ
    بِها أُصُلاً إلى الحيِّ الإماءُ
    فعُجْتُ على الرسومِ فشوّقتني
    ولم يكُ في الرسوم لنا جَداءُ
    فناجيت الرسوم فلم تجبني
    وقد ناديت لو نفع النداء
    ودويً يصيح بها صداها
    كَأَنَّ صِياحَهُ فيها مُكاءُ
    تفجع هامها والبوم أصلاً
    كما صرخت على الميت النساء
    لأسراب القطا فيها عيالٌ
    مُعَرَّسُها ومَجْثَمُها الفَضاءُ
    تَوائِمُ كالكُلى زُغُبٌ ضِعافٌ
    تضمَّنها الأفاحصُ والعَراءُ
    تبص كأنها عجزٌ فوان
    وقد بَثِرتْ وليس لها عِفاءُ
    كأنَّ بِهِنَّ زِرْنيخاً مَدُوفاً
    بِها لَصِقاً كما لَصِقَ الغِراءُ
    إذا استسقت مطاعم أنهضتها
    فولت من غرائزها النجاء
    موارِدُها مياهُ العِرق توّاً
    وماءُ القُطْقُطانَة ِ والحِساءُ
    تراطن بينها بكلام عجمٍ
    وَأَكْبرُ ما تهُمُّ بهِ الرَّحاءُ
    فخلَّفَتِ الدَّعاثِرَ ثُمَّ عَبَّتْ
    لكل ثمالة ٍ منها سقاء
    متى تنهل قطاة ٌ من شروب
    يكُنْ قُدّامَها منهُ ارتواءُ
    فأنهلت النفوس ، وفي الأدواى
    أمامَ نُحورِها منْها امتلاءُ
    أداوى لا يبض الماء منها
    ولَيْسَ لمَفْرَغٍ منها وِكاءُ
    فَصَبَّحتِ الفِراخ فأَنْهَلتْها
    تغرُّ حوائماً فيها انحناءُ
    بِنازِحة ٍ ترى الثيران ظُهْراً
    لكلِّ مُوَلّعٍ مِنها خِباءُ
    فخلَّفْتُ الأَباعِدَ مِنْ صُواها
    بعنسٍ ما تخونها الخلاء
    مواشكة ٍ مقتلة ٍ ذمولٍ
    وَقاحِ الخُفِّ ليس لها حِذاءُ
    كأن مؤثر الأنساع فيها
    حجاج البئر خربها الرشاء
    تمد زمامها منه بسامٍ
    مروحٍ ، في قوائمها اعتلاء
    تزيف كما مشت خرقاء زافت
    تُعجِّلُها المَخيلة ُ والرِّياءُ
    أؤم بها من الأعياص ملكاً
    أَغَرَّ كأنَّ غرّتَهُ ضِياءُ
    لأسمع من غريب الشعر غراً
    وأُثني حَيْثُ يُنتضلُ الثَّناءُ
    يزيدَ الخَيْرِ وهو يزيدُ خيراً
    وينمي كُلَّما ابتُغِيَ النماءُ
    ويَلْبَسُ حُلّة ً أَعْذَرْتُ فيها
    عليهِ فوق مِئْزره الرِّداءُ
    إلى الشُمِّ الشَّمارِخ مِنْ قُريْشٍ
    تجَوَّبَ عن ذوائبها العَماءُ
    قريشٌ تبتني المعروف قدماً
    وليس كما بنيت لها بناء
    فَضَضْتَ كتائبَ الأزديِّ فَضّاً
    بكبشِكَ وهو بُغيتُه اللقاءُ
    وعادتُهُ إذا لاقى كِباشاً
    فَناطَحهُنَّ قتلٌ واحتواءُ
    يفلِّقُ بالسيوفِ شَرَنْبثاتٍ
    ويَجْسُرُ كلّما اختُضِبَ اللواءُ
    أبرت عدوهم وعفوت عفواً
    به حقنت من الناس الدماء
    سمكت لهم - بإذن الله - ملكاً
    كما سمكت على الأرض السماء
    وأحيَيْتَ العطاءَ وكانَ مَيْتاً
    ولولا اللهُ ماحَيِيَ العَطاءُ
    ففي كل القبائل من معد
    ومن يمنٍ له أيضاً حباء
    وصَلْت أخاك فهو وليُّ عهدٍ
    وعند الله في الصلة الجزاء
    نُرجّي أنْ يكونَ لَنا إماماً
    وفي ملك الوليد لنا الرجاء
    هشامٌ والوليد ، وكل نفسٍ
    تُريدُ لكَ الفَناءَ لكَ الفِداءُ
    فناء أبيك مأهولٌ خصيبٌ
    إذا لم يُغشَ في المحل الفِناءَ
    عِداتُكَ لا يُخافُ الزهدُ منها
    إذا ما خان بالعِدَة ِ اللقاءُ
    وأنت ابن الخلائف من قريشٍ
    نَمَوْكَ وفي عداوتِهِمْ إباءُ
    وعاتكة التي ورثت كريزاً
    وحرباً ، فالكرام لها حواء
    عقيلة من تكرم من قريشٍ
    لها خَشَعَتْ من الكَرَمِ النساءُ
    وعودك من أعالي النبع فرعٌ
    رفيعٌ لا يوازيه السَّراءُ
    فكل مناقب الخيرات فيه
    حَنيكُ العقل آزرهُ الفتاءُ
    إمامُ الناسِ لا ضَرَعٌ صَغيرٌ
    ولا قحمٌ يثلمه الذكاء
    على الأعياصِ عِنْدَكَ حينَ تُعفى
    لَمُمْتَدِحٍ من الثَّمنِ الغَلاءُ
    ومختبطن من بلدٍ بعيدٍ
    عَبَأْتَ لَهُمْ سِجالَك حينَ جاؤوا
    كَشَفْتَ الفَقْرَ والإقْتارَ عَنْهُم
    فَنالوا الخيرَ وانكشفَ الغِطاءُ
    فَعِيصُك خيرُ عِيصٍ في قُريشٍ
    وهم من كل سباتٍ براء
    أولاك السابقون بكل خيرٍ
    إذا كذبَ المسبَّقة ُ البِطاءُ
    وخير المتهمين بنو الأعاصي
    كما خير الجبال بها حراء






    الرحيل
    الرحيل


    عدد المساهمات : 425
    تاريخ التسجيل : 01/06/2011

    من ديوان النابغة الشيباني Empty رد: من ديوان النابغة الشيباني

    مُساهمة  الرحيل الجمعة يونيو 17, 2011 12:14 am

    ألا طال التنظر والثواء

    ألا طال التنظر والثواء
    وجاءَ الصيْفُ وانكشف الغطاءُ
    وليسَ يقيمُ ذو شَجَنٍ مُقيمٍ
    ولا يَمضي إذا ابتُغيَ المَضاءُ
    طوال الدهر إلا في كتابٍ
    لمقدارٍ يوافقه القضاء
    ولا يعطى الحريص غنى ً لحرصٍ
    وقد ينمي لذي الجود الثراء
    غني النفس ما استغنت غنيٌّ
    وفَقرُ النفسِ ما عَمِرتْ شَقَاءُ
    إذا استحيا الفتى ونشا بحلمٍ
    وسادَ الحيَّ حالفَهُ السَّناءُ
    وليس يسود ذو ولدٍ ومالٍ
    خفيف الحلم ليس له حياء
    ومن يَكُ ذَا حَياً لم يُلْقِ بؤساً
    يَنُخْ يوماً بِعَقْوتهِ البلاَءُ
    تعاوره بنات الدهر حتى
    تثلمه كما انثلم الإناء
    فكُلُّ شَديدة ٍ نزلتْ بِحَيٍّ
    سيأتي بعد شدتها الرخاء
    فَقُلْ للمتّقي حَدَثَ المنايا:
    توقَّ، فليسَ ينفعُك اتّقاءُ
    ولا تك المصاب ، وأي حي
    إذا ما مات يُحييهِ البكاءُ؟
    وقُلْ للنفْسِ: من تُبقي المنايا؟
    فكلُّ الناسِ ليسَ له بقاءُ
    تعزي بالأسى في كل حي
    فذلك حينَ يَنْفعُها العَزاءُ
    ستفنى الراسيات ، وكل نفسٍ
    ومالٍ سَوْفَ يَبْلُغُه الفَناءُ
    يُعَمَّرُ ذو الزمانة ِ وهو كَلٌّ
    على الأدنى وليس له غناء
    ويردى المرء وهو عميد حيًَ
    ولو فادوه ماقبل الفداء
    إذا حانتْ مَنِيَّتُهُ وأوصى
    فليس لنفسه منها وقاء
    وكلُّ أُخوَّة ٍ في الله تبقى
    وليس يدوم في الدنيا إخاء
    أَصِبْ ذا الحِلْمِ منك بِسَجْل وُدٍّ
    وصله ، لا يكن منك الجفاء
    ولا تصل السفيه ولا تجبه
    فإن وصال ذي الخربات داء
    وإن فراقه في كل أمرٍ
    وصرم حبال خلته شفاء
    وضيفك ما عمرت فلا تهنه
    وآثِرْهُ وإن قلَّ العَشاءُ
    ولا تجعَلْ طعامَ الليل ذُخْراً
    حذار غدٍ ، لكل غدٍ غداء
    وكل جراحة ٍ توسى فتبرا
    ولا يَبْرا إذا جرحَ الهِجاءُ
    يؤثر في القلوب له كلومٌ
    كداء الموت ليس له دواء
    وحوك الشعر ما أنشدت منه
    فَيَنْفي سيّىء َ الاكفاءِ عَنْهُ
    غُثاءُ السَّيْلِ يضرحُ حَجْرتَيْه
    تجلله من الزبد الجفاء
    من الشُّعراءِ أكْفاءٌ فُحولٌ
    وفَرّاثونَ إنْ نطقوا أساؤوا
    فَهَل شِعران: شِعرُ غناً وحَكْمٍ
    وشعرٌ لا تعيج به ، سواء ؟
    فإنْ يكُ شاعرٌ يعوي فإنّي
    وجدتُ الكلبَ يقتلُه العُواءُ
    وإن جَرِبَتْ بواطنُ حالبيهِ
    فإنَّ العَرَّ يَشفيهِ الهِناءُ
    وقلت لمن أبث إليه سري
    وينفعُني وإيّاهُ الخَلاءُ:
    ألا يا هندُ هل تُحيينَ مَيْتاً؟
    وهل لقروضنا أبداً أداء ؟
    أحلأت النفوس لتقتليها
    وهن إلى مناهلكم ظماء
    أديم صفاءها ويدوم عهدي
    وإنْ طالَ التعاشُرُ والصفاءُ
    فإن يك أهلنا ناءوا وبانوا
    وبان بها أقاربها وناءوا
    فقد أعْفو مَنازِلَها بِفَلْجٍ
    وفي آيات دمنتِها امتحاءُ
    تراوحها من الأرواح هوجٌ
    كأن نخيل تربتها هباء
    وكل مجلجلٍ دانٍ زحوفٍ
    تشابه غيمه فيه استواء
    كأن على غواربه زحوفاً
    لها لَجَبٌ يُصَمُّ به الدُّعاءُ
    كأن دفاف مأدبة ٍ وعرسٍ
    ورجازٍ يجاوبه الحداء
    ونوح مآتمٍ وحنين عوذٍ
    يجاوبُها من النَّعَمِ الرُّغاءُ
    على أعْجازهِ إذ لاحَ فيهِ
    سيوف الهند أخلصها الجلاء
    إذا انسحَّتْ دلاءُ الماء منهُ
    أمدته بسافكها الدلاء
    فليس حفيله كحفيل غيثٍ
    ولا كمياهِهِ في الأرضِ ماءُ
    قرارُ الأرض ممّا صَبَّ فيها
    لهُ حُبُكٌ مُوَكَّرة ٌ مِلاءُ
    فأقلعَ والشَّمالُ تحنُّ فيهِ
    بكلٍّ قَرارة ٍ منها إضاءُ
    فأعْقبَ بقلُهُ نَوْراً تؤاماً
    كَلَوْنِ الرَّقمِ حَطَّ به الفِلاءُ
    ونور البخترية والخزامى
    وحنوته لبهجتها بهاء
    فقد جُنَّت كواكبُهُ جُنوناً
    لها صبحٌ إذا ارتفع الضحاء
    إذا اغتبقت من الأنداء طلا
    فإن صبوحها منها رواء
    فأوْحشَ رَبْعُها وعفت رِياضٌ
    تولَّدُ في كواكِبها الظِّباءُ
    بِها سُفْعٌ مُوَلَّعَة ٌ هِجانٌ
    هواملُ لا تطرِّدُها الضِراءُ
    كأن جلودها إذ بان عنها
    نَسيلُ الصيف بالصيف المُلاءُ
    لهن جآذر نعست ، فنامت
    عَواقدُ في سوالِفِها انثناءُ
    وعاناتٌ يطردها فحولٌ
    نَواشطُ في أَياطِلِها انطواءُ
    تَرومُ حِيالها وتصُدُّ عنها
    لواقحُ مِنْ صَعابتها الإباءُ
    فكلُّ هَجَنَّعٍ تحنو إليهِ
    نقانقُ في بلاعِمِها الْتِواءُ
    كأنَّ ظهورَها حُزَمٌ أنابَتْ
    بِها أُصُلاً إلى الحيِّ الإماءُ
    فعُجْتُ على الرسومِ فشوّقتني
    ولم يكُ في الرسوم لنا جَداءُ
    فناجيت الرسوم فلم تجبني
    وقد ناديت لو نفع النداء
    ودويً يصيح بها صداها
    كَأَنَّ صِياحَهُ فيها مُكاءُ
    تفجع هامها والبوم أصلاً
    كما صرخت على الميت النساء
    لأسراب القطا فيها عيالٌ
    مُعَرَّسُها ومَجْثَمُها الفَضاءُ
    تَوائِمُ كالكُلى زُغُبٌ ضِعافٌ
    تضمَّنها الأفاحصُ والعَراءُ
    تبص كأنها عجزٌ فوان
    وقد بَثِرتْ وليس لها عِفاءُ
    كأنَّ بِهِنَّ زِرْنيخاً مَدُوفاً
    بِها لَصِقاً كما لَصِقَ الغِراءُ
    إذا استسقت مطاعم أنهضتها
    فولت من غرائزها النجاء
    موارِدُها مياهُ العِرق توّاً
    وماءُ القُطْقُطانَة ِ والحِساءُ
    تراطن بينها بكلام عجمٍ
    وَأَكْبرُ ما تهُمُّ بهِ الرَّحاءُ
    فخلَّفَتِ الدَّعاثِرَ ثُمَّ عَبَّتْ
    لكل ثمالة ٍ منها سقاء
    متى تنهل قطاة ٌ من شروب
    يكُنْ قُدّامَها منهُ ارتواءُ
    فأنهلت النفوس ، وفي الأدواى
    أمامَ نُحورِها منْها امتلاءُ
    أداوى لا يبض الماء منها
    ولَيْسَ لمَفْرَغٍ منها وِكاءُ
    فَصَبَّحتِ الفِراخ فأَنْهَلتْها
    تغرُّ حوائماً فيها انحناءُ
    بِنازِحة ٍ ترى الثيران ظُهْراً
    لكلِّ مُوَلّعٍ مِنها خِباءُ
    فخلَّفْتُ الأَباعِدَ مِنْ صُواها
    بعنسٍ ما تخونها الخلاء
    مواشكة ٍ مقتلة ٍ ذمولٍ
    وَقاحِ الخُفِّ ليس لها حِذاءُ
    كأن مؤثر الأنساع فيها
    حجاج البئر خربها الرشاء
    تمد زمامها منه بسامٍ
    مروحٍ ، في قوائمها اعتلاء
    تزيف كما مشت خرقاء زافت
    تُعجِّلُها المَخيلة ُ والرِّياءُ
    أؤم بها من الأعياص ملكاً
    أَغَرَّ كأنَّ غرّتَهُ ضِياءُ
    لأسمع من غريب الشعر غراً
    وأُثني حَيْثُ يُنتضلُ الثَّناءُ
    يزيدَ الخَيْرِ وهو يزيدُ خيراً
    وينمي كُلَّما ابتُغِيَ النماءُ
    ويَلْبَسُ حُلّة ً أَعْذَرْتُ فيها
    عليهِ فوق مِئْزره الرِّداءُ
    إلى الشُمِّ الشَّمارِخ مِنْ قُريْشٍ
    تجَوَّبَ عن ذوائبها العَماءُ
    قريشٌ تبتني المعروف قدماً
    وليس كما بنيت لها بناء
    فَضَضْتَ كتائبَ الأزديِّ فَضّاً
    بكبشِكَ وهو بُغيتُه اللقاءُ
    وعادتُهُ إذا لاقى كِباشاً
    فَناطَحهُنَّ قتلٌ واحتواءُ
    يفلِّقُ بالسيوفِ شَرَنْبثاتٍ
    ويَجْسُرُ كلّما اختُضِبَ اللواءُ
    أبرت عدوهم وعفوت عفواً
    به حقنت من الناس الدماء
    سمكت لهم - بإذن الله - ملكاً
    كما سمكت على الأرض السماء
    وأحيَيْتَ العطاءَ وكانَ مَيْتاً
    ولولا اللهُ ماحَيِيَ العَطاءُ
    ففي كل القبائل من معد
    ومن يمنٍ له أيضاً حباء
    وصَلْت أخاك فهو وليُّ عهدٍ
    وعند الله في الصلة الجزاء
    نُرجّي أنْ يكونَ لَنا إماماً
    وفي ملك الوليد لنا الرجاء
    هشامٌ والوليد ، وكل نفسٍ
    تُريدُ لكَ الفَناءَ لكَ الفِداءُ
    فناء أبيك مأهولٌ خصيبٌ
    إذا لم يُغشَ في المحل الفِناءَ
    عِداتُكَ لا يُخافُ الزهدُ منها
    إذا ما خان بالعِدَة ِ اللقاءُ
    وأنت ابن الخلائف من قريشٍ
    نَمَوْكَ وفي عداوتِهِمْ إباءُ
    وعاتكة التي ورثت كريزاً
    وحرباً ، فالكرام لها حواء
    عقيلة من تكرم من قريشٍ
    لها خَشَعَتْ من الكَرَمِ النساءُ
    وعودك من أعالي النبع فرعٌ
    رفيعٌ لا يوازيه السَّراءُ
    فكل مناقب الخيرات فيه
    حَنيكُ العقل آزرهُ الفتاءُ
    إمامُ الناسِ لا ضَرَعٌ صَغيرٌ
    ولا قحمٌ يثلمه الذكاء
    على الأعياصِ عِنْدَكَ حينَ تُعفى
    لَمُمْتَدِحٍ من الثَّمنِ الغَلاءُ
    ومختبطن من بلدٍ بعيدٍ
    عَبَأْتَ لَهُمْ سِجالَك حينَ جاؤوا
    كَشَفْتَ الفَقْرَ والإقْتارَ عَنْهُم
    فَنالوا الخيرَ وانكشفَ الغِطاءُ
    فَعِيصُك خيرُ عِيصٍ في قُريشٍ
    وهم من كل سباتٍ براء
    أولاك السابقون بكل خيرٍ
    إذا كذبَ المسبَّقة ُ البِطاءُ
    وخير المتهمين بنو الأعاصي
    كما خير الجبال بها حراء






    الرحيل
    الرحيل


    عدد المساهمات : 425
    تاريخ التسجيل : 01/06/2011

    من ديوان النابغة الشيباني Empty رد: من ديوان النابغة الشيباني

    مُساهمة  الرحيل الجمعة يونيو 17, 2011 12:14 am

    أتصرم أم تواصلك النجود ؟

    أتصرم أم تواصلك النجود ؟
    وليسَ لها وإنْ وصلتك جُودُ
    إذا لا ينتها مطلت ولانت
    وفيها حين تَنْزُرُها صُلودُ
    تُشيرُ إلى الحديثِ بِحُسْنِ دَلٍّ
    عن الفحشاء معرضة ٌ حيود
    لها وجهٌ كصحنِ البدر فخمٌ
    ومنسجرٌ على المتنين سود
    وعينا برغزٍ خرقٍ غريرٍ
    وزان النحر واللبات جيد
    ترى فوق الرهاب لها سموطاً
    مع الياقوت فصله الفريد
    وأعظمها مبتلة ٌ رواءٌ
    وذو عكنٍ وإن طعمت خضيد
    من العين الجوازئ ليس يخزي
    محاسنها الرياط ولا البرود
    وقد عَبِقَ العبيرُ بِها ومِسْكٌ
    يخالطه من الهندي عود
    وتبسِمُ عن نقيِّ اللون غُرٍّ
    لهُ أَشَرٌ ومنهِلُهُ بَرودُ
    شفاءٌ للعميد فلم تنله
    وكان بمثله يشفى العميد
    يَراحُ القلبُ ما دامتْ قريباً
    وذِكْراها وإنْ شحطتْ تصيدُ
    وعوص الدهر بالإنسان جسمٌ
    ولا ينجي من التلف الجدود
    إذا ما المرءُ غالَتْهُ شَعوبٌ
    فما للشامتين به خلود
    وكُلُّ منعَّمٍ وأخي شقاءٍ
    ومثرٍ والمقل معاً يبيد
    إذا ما ليلة ٌ مرّتْ ويومٌ
    أتى يومٌ ولَيْلتُه جَديدُ
    أبار الأولين وكل قرنٍ
    وعاداً مثلما بارت ثمود
    ولا ينجي من الآجال أرضٌ
    يُحَلُّ بِها ولا القَصْرُ المَشيدُ
    وما لابد منه سوف يأتي
    ولكن الذي يمضي بعيد
    وَجَدتُ الناسَ شتّى شيمتاهُمْ
    غوي والذي يهدى رشيد
    مُريدُ الذمِّ مذمومٌ بخيلٌ
    ومعطي المال منتجبٌ حميد
    يُراحُ إلى الثناءِ له ثناءٌ
    على مَهلٍ إذا بَخِلَ الزهيدُ
    وخير الناس في الدنيا صنيعاً
    على العلات متلافٌ مفيد
    فصاحِبْ كلَّ أروعَ دهثميٍّ
    ولا يَصْحبْكَ ذو الغَلَقِ الحديدُ
    يرى ما نال غنماً كل يومٍ
    صفاة ٌ حينَ تَخْبُرُهُ صَلودُ
    وشرُّ مُصاحَبٍ خُلُقٌ قَسِيٌّ
    ونعم الصاحب الخلقُ السديد
    ووصل الأقربين سبيل حق
    وقطع الرِّحْمِ مُطَّلَعٌ كؤودُ
    إذا ما الكَهْلُ عُوتبَ زادَ شرّاً
    ويُعْتِبُ بعدَ صبْوتِهِ الوليدُ
    يغيض الأكثرون حصى رجالٍ
    ويثرى بعد قلته الوحيد
    ويُعطى المرءُ بعد الضَّعْفِ أَيْداً
    ويَضْعُفُ بَعْدَ قُوَّتهِ الشديدُ
    ويصرع خصمه ذو الجهل يوماً
    ويَبْطُرُ عندَ حُجّتهِ الجَليدُ
    ولا ينجي الجبان حذار موتٍ
    ويبلغ عمره البطل النجيد
    وطَلاّبُ التِّراتِ بها طلوبٌ
    ذكيٌّ لا يحالفه الهجود
    وشرُّ مُطالبِ الأوتارِ نِكْسٌ
    من الأقوام جثامٌ لبود
    فما بالي وبالُ بني لَكَاعٍ
    عليَّ لهم إذا شبعوا فديد
    إذا ما غِبْتُ عنهم أوعدوني
    وأي الناس يقتله الوعيد ؟‍
    متى ما يسمعوا رزي يدينوا
    كما دانت لسيدها اليهود
    لهُ من مدِّ عافية ٍ ورُودُ
    مخافة أن أجدعهم سجود
    بهرتهم وأفحم ناطقوهم
    كما بهر المحملة الصعود
    تفادَوْا مِن خُبَعْثِنَة ٍ هموسٍ
    تُبوِّلُ من مخافتهِ الأُسودُ
    هريت الشدق يقعص كل قرنٍ
    على كتفيه من لبدٍ لبود
    دقيقِ الخصرِ رحْبِ الجوفِ شَثْنٍ
    كأن أخا تواليه عمود
    وليسَ يَعيبني إنْ غِبْتُ إلاَّ
    دعي أو دحيقٌ أو حسود
    نفى عنّي العدوَّ قُراسياتٌ
    قرومٌ من بني شيبان صيد
    فمنهُمْ حينَ تَنْتَطِحُ النواصي
    إذا ذكر المآثر والعديد
    فمفروقٌ وحارثة ُ بن عَمْروٍ
    هما الفرعانِ مجدُهما تليدُ
    وساد الهانئان بني نزارٍ
    ومن يُحلُلْ بأرضهما مَسُودُ
    وبِسطامٌ تغمَّطَ والمثَنّى
    بهِ فُضَّتْ من الفُرْسِ الجُنودِ
    وعوف المأثرات وكل عهدٍ
    وَفيٌّ حينَ تُنتقضُ العهودُ
    وذو المانا أبو حرب بن عوفٍ
    معاذته تفك بها القيود
    وكان الحَوْفَزانُ شِهابَ حَرْبٍ
    رئيس الناس متبعاً يقود
    وفكّاكُ العُناة ِ أبو ثبيتٍ،
    يزيدُ بعدَه منّاً يزيدُ
    وعُدَّ أبا الوجيهة ِ في نُجومٍ
    نجومٍ جمّة ٍ تلك السُّعودُ
    قبيصَة ُ وابن ذي الجَدّين منهم
    وأشرسُ والمجبّة ُ والشريدُ
    وعمرو والأغن عميد حي
    وكلٌّ في أرومته عميد
    وسادَ ابنَ القُريمِ وكان قَرْماً
    أخا حربٍ يشب لها الوقود
    وحمال المئين أبو حماسٍ
    أناب بها إذا ضلع اللهيد
    وجادَ ابنُ الحصينِ وكان بَحْراً
    وللهزهاز عند الجهد جود
    به عتقٌ لسامة بعد رقً
    إذ ابطت عن فكاكهم الوفود
    جُلودُهُمُ من العَثَراتِ مُلْسٌ
    نقياتٌ إذا دنس الجلود
    أولئكَ أُسرتي سأذودُ عنهم
    إذا ما خامَ عنهمْ منْ يَذودُ
    بِغُرٍّ من قَوافٍ نافِذاتٍ
    جوارحَ في الصُّدورِ لَها خُدودُ
    فشعري كله بيتان : بيتٌ
    أثقِّفه، وقافية شَرودُ
    وإني حاكمٌ في الشعر حكماً
    إذا ذكر القوافي والنشيد
    فخيرُ الشِّعرِ أَكْرَمُهُ رِجالاً
    وشر الشعر ما نطق العبيد
    شُهودي الناسُ أنْ قد قلتُ حقّاً
    وكانَ الحقُّ يوجِبُهُ الشُّهودُ





    الرحيل
    الرحيل


    عدد المساهمات : 425
    تاريخ التسجيل : 01/06/2011

    من ديوان النابغة الشيباني Empty رد: من ديوان النابغة الشيباني

    مُساهمة  الرحيل الجمعة يونيو 17, 2011 12:16 am

    أرقت وصاحباي ببعلبك

    أرقت وصاحباي ببعلبك
    وأَرَّقني الهُمومُ معَ التشكّي
    وهيج شوق محزونٍ عميدٍ
    خيالٌ من أميمة هاج ضحكي
    نعمت بها وقلت : عمي ظلاماً
    وإنْ أبحتِ أَوْ أزمَعْتِ تَرْكي
    تُنازعُني منَ المكتومِ سِرّاً
    وتعلم نفسها أن لست أحكي
    إذا ابتسمت بدا لك أقحوانٌ
    أصابَ ندى الدُجُنَّة ِ بَعْدَ رَكِّ
    من الخَفِراتِ خِلْتَ رُضابَ فيها
    سُلافَة َ قَرْقَفٍ شِيبتْ بِمِسْكِ
    فقلت لها : بعمرك نولينا
    رجاءَ النَّيْلِ بعد المَطْلِ مِنْكِ
    أدُمْيَة َ بِيْعَة ٍ كُسِيَتْ جَمالاً
    لَوَيْت، نَعمْ، ذَري الليّانَ عَنْكِ
    وكم من دونها من خرق تيهٍ
    ومن رملٍ ومن جبلٍ ودك
    غشيت لها رسوماً دارساتٍ
    بأَسْفَلِ لَعْلَعٍ من دونِ أُرْكِ
    تُغيّرُها الرياحُ وكلُّ غَيْثٍ
    لهُ حُبُكٌ رِواءٌ بعدَ حُبْكِ
    كأن بحجريته دفاف شربٍ
    وغيلاً ضرمت بسيوف عك
    كأنَّ سحابَهُ والبرقُ فيهِ
    يهك بهن هكاً بعد هك
    يفرغ وهو منهمرٌ قطوفٌ
    على الأطْلالِ سَفْكاً بَعْدَ سَفْكِ
    فلمّا غمَّها بالماءِ أَجْلى
    بإقلاعٍ بطيءٍ غيرِ وَشْكِ
    بها العون الأوابد ترتعيها
    وعِينٌ كالكَواكبِ غيرُ شَكِّ
    وبيضٌ قد تصيح عن رئالٍ
    كأن رؤوسها نتفت بعلك
    تراطن - وهي عجمٌ - أمهاتٍ
    وكل خفيددٍ يبري لصك
    تقولُ: أفي سوالِفها انعقادٌ
    إذا عَطَفَتْ سوالِفُها بِحَكِّ
    وقفت بها ودمع العين يجري
    تحادر لؤلؤٍ من وهي سلك
    ومن يسل الرسوم فلا تجبه
    يحن كما حننت بها ويبك
    ولست أبين إلا رسم نؤيٍ
    وأَوْرَقَ كالحَمامة ِ بَيْنَ رُمْكِ
    وبِيدٍ قد قطعتُ بِذاتِ لَوْثٍ
    ذَمولٍ كالضَّواضِئة ِ المِصَكِّ
    عُذافِرَة ٍ كأنَّ بِذِفْرَيَيْها
    كحيلاً قانئاً ومذاب لك
    وتخلط ما أصابت من قتادٍ
    ومن علقى ومن سلمٍ بلبك
    على عودٍ تعبد قبل عادٍ
    كأن متونه تسبيج شرك
    يرى عن طول ملبسه جديداً
    ويَخلُقُ إنْ عَفا كالمُرْمَئِكِّ



    أرقتُ وشر الداء هم مؤرق

    أرقتُ وشر الداء هم مؤرق
    كأنّي أسيرٌ جانَبَ النومَ مُوثَقُ
    تذكّرَ سلمى ، أو صريعٌ لِصَحْبهِ
    يقول إذا ما عزت الخمر : أنفقوا
    يُشِبُّ حُميّا الكأسِ فيهِ إذا انتشى
    قديمُ الخِتامِ بابِليٌّ مُعَتَّقُ
    يقولُ الشُّروبُ: أيُّ داءٍ أصابَهُ؟
    أتخبيل جن أم دهاه المروق ؟
    يَموتُ ويَحْيا تارة ً مِنْ دَبيبِها
    وليسَ لهُ أنْ يُفصِحَ القيلَ منْطِقُ
    وأعجب سلمى أن سلمى كأنها
    من الحسن حوراء المدامع مرشق
    دعاها إلى ظلٍّ تُزجّي غَزالَها
    مع الحر عمري من السدر مورق
    تَعَطَّفُ أحياناً عليهِ وتارة ً
    تكاد - ولم تغفل - من الوجد تخرق
    وللحلي وسواسٌ عليها إذا مشت
    كما اهتزَّ في ريحٍ من الصَّيْف عِشْرِقُ
    إذا قَتَلَتْ لم يُؤْدَ شيئاً قتيلُها
    برهرهة ٌ ريا تود وتعشق
    وتَبْسِمُ عن غُرٍّ رُواءٍ كَأَنَّها
    أقاح بريانٍ من الروض مشرق
    كأنَّ رُضابَ المِسْكِ فوقَ لِثاتها
    وكافورَ دارِيٍّ وراحاً تُصَفَّقُ
    حمته من الصادي فليس تنيله
    وإنْ ماتَ ما غنّى الحمامُ المطوَّقُ
    تكونُ وإنْ أعطتْك عهداً كأنَّها
    إذا رُمْتَ مِنْها الودَّ نجمٌ مُحَلِّقُ
    فبرح بي منها عداة ٌ فصرمها
    عليَّ غرامٌ وادّكارٌ مُشوِّقُ
    وقالَ العدوُّ والصديقُ كِلاهُما
    لنابغة البكري شعرٌ مصدق
    فأَحْكَمُ أَلْبابِ الرجالِ ذَوو التقى
    وكل امرئٍ لا يتقي الله أحمق
    وللناسِ أهواءٌ وشَتّى هُمومُهُمْ
    تَجَمَّعُ أحياناً، وحيناً تَفَرَّقُ
    وزرع وكل الزرع يشبه أصله
    هم ولدوا شتى مكيسٌ ومحمق
    فذو الصمت لا يجني عليه لسانه
    وذو الحلمِ مَهْدِيٌّ وذو الجهل أَخْرقُ
    ولست - وإن سر الأعادي - بهالكٍ
    وليس يُنجّيني من الموتِ مُشْفِقُ
    وأشوسَ ذي ضغنٍ تراهُ كأنَّهُ
    ـ إذا أَنْشَدَتْ يوماً رُواتي ـ مُخَنَّقُ
    ولم يأته عني من الشم عاذرٌ
    خَلا أنَّ أمثالي تُصيبُ وتَعْرُقُ
    وبدلت من سلمى وحسن صفاتها
    رسوماً كسحق البرد بل هي أخلق
    عفتها خسا الأرواح تذرى خلالها
    وجالَ على القضِّ الترابُ المدقَّقُ
    وغيرها جونٌ ركامٌ مجلجلٌ
    أجشُّ خَصيفُ اللونِ يخبو ويَبْرُقُ
    يلالي وميضٌ مستطيرٌ يشبه
    مهامهَ محالاً بها الآلُ يخفقُ
    تنوءُ بأحمالٍ ثِقالٍ، وكُّلها
    ـ وقد غرقت بالماءِ ـ ريّانُ مُتْأَقُ
    كأنَّ مصابيحاً غذا الزيتُ فُتْلَهَا
    ذبالاً به باتت إذا التج تذلق
    كأنّ خَلايا فيهِ ضَلّتْ رِباعُها
    ولَجَّة ُ حُجّاجٍ وغابٌ يُحَرَّقُ
    تَمَرَّضَ تَمْريهِ الجَنوبُ مع الصَّبا
    تَهامٍ يَمانٍ أَنْجَدٌ وهو مُعْرِقُ
    يَسُحُّ رَوايا فهو دانٍ يَثُجُّها
    هَريتُ العَزالي كُلُّها مُتَبَعِّقُ
    يُسيلُ رمالاً لم تَسِلْ قبلَ صَوْبِهِ
    وشقَّ الصِّفا منهُ معَ الصخرِ مُغْدِقُ
    سقى بعدَ مَلْحوبٍ سَناماً ولَعْلَعاً
    وقد رَوِيَتْ منهُ تَبوكٌ وأَرْوَقُ
    وأضحت جبال البحتريين كلها
    ـ وما قَطَنٌ منها بناجٍ ـ تُغَرَّقُ
    إذا فرقٌ في الدار خارت فنتجت
    أتى بعدها من دلح العين فرق
    فأقلعَ ـ إِذْ خَفَّ الرَّبابُ فلم يقُم ـ
    رُكامٌ تزجيهِ الشَّمالُ وتَسْحَقُ
    فمنهُ كأمثالِ العُهونِ دِيارُها
    لها صبحٌ نورٌ من الزهر مونق
    عفتْ غير أطلالٍ ، تعطف حولها
    مراشيقُ أُدْمٌ دَرُّها يُتَفَوَّقُ
    وشُوهٌ كأمثالِ السبائجِ أُبَّدٌ
    لها من نتاج البيض في الروض دردق
    يقود الرئال حين يشتد ريشها
    خَريقانِ من رُبْدٍ جَفولٍ ونِقْنِقُ
    يكاد إذا ما احتك يعقد عنقه
    من اللين مكسو الجناحين أزرق
    فراسنُها شَتَّانِ: وافٍ وناقصٌ
    فأنصافُها منهنَّ في الخلق تُسْرَقُ
    نقانقُ عُجْمٌ أُبَّدٌ وكأنَّما
    مع الجن باتت بالمواسي تحلق
    ترى حِزَقَ الثيرانِ يحمينَ حائلاً
    فكلٌّ لهُ لَدْنٌ سِلاحٌ مُذَلَّقُ
    تُزَجّي المَها السفُعُ الخدودِ جآذِراً
    وِراداً إِذا رُدَّتْ من الرِيِّ تَسْنَقُ
    وتخذُلُ بالقيعانِ عِينٌ هَوامِلٌ
    لَها زَمَعٌ من خَلْفِ رُحٍّ مُعَلَّقُ
    إذا أجفلت جالت كأن متونها
    سيوفٌ جرى فيها من العتق رونق
    وكل مسح أخدري مكدمٍ
    له عانة ٌ فيها يظل ويشهق
    بأكفالها من ذبه بشباته
    خدودٌ وما يلقى أَمَرُّ وأَعْلَقُ
    إذا انْصَدَعَتْ وانصاعَ كانَ كأنما
    بهِ ـ وَهْوَ يَحْدوهاـ من الجِنِّ أَوْلَقُ
    هواملُ في دارٍ كأنَّ رُسومَها
    من الدرس عادي من الكتب مهرق
    فمنهُنَّ نُؤْيٌ خاشِعٌ وَمُشَعَّثٌ
    وسُفْعٌ ثلاثٌ قد بَلينَ وأوْرَقُ
    فجشمت نفسي - يوم عي جوابها
    وعيْنيَ مِن ماءِ الشُّؤونِ تَرقْرَقُ
    تغربلُهُ ذيلُ الرياحِ تُرابَها
    فليسَ لوحشيٍّ بها مُتعلَّقُ
    بِها جِيفُ الحَسْرى ، أُرومٌ عِظامُها
    إذا صفحت في الآل تبدو وتغرق
    كأنَّ مُلاءَ المحضِ فوق مُتونِها
    ترى الأكم منه ترتدي وتنطق
    ويومٍ من الجوزاءِ مُسْتَوْقِدِ الحصى
    تكاد عضاه البيد منه تحرق
    لَهُ نِيْرتا حَرٍّ، سَمومٌ، وشَمْسُهُ
    صِلابُ الضَّفا منْ حرِّها تَتَشَقَّقُ
    إذا الريحُ لم تسكُنْ وهاجَ سَعيرُها
    وخبَّ السَّفا فيها وجالَ المُخزَّقُ
    وظَلَّتْ حَرابِيُّ الفلاة ِ كأنَّها
    منَ الخَرْدلِ المَطْرُوقِ بالخَلِّ تَنْشَقُ
    بأدماء من حر الهجان نجيبة ٍ
    أجادَ بِها فَحْلٌ نجيبٌ وأينُقُ
    بَقِيَّة ُ ذَوْدٍ كالمَها أُمَّهاتُها
    تخيرها ثم اصطفاها محرق
    لها كاهلٌ مثل الغبيط مؤربٌ
    وأَتْلعُ مَصْفوحُ العَلابي عَشَنَّقُ
    وجمجمة ٌ كالقبر بادٍ شؤونها
    وسامِعتا نابٍ ولَحْيٌ مُعَرَّقُ
    وعينان كحلاوان تنفي قذاهما
    إذا طَرَفتْ أشْفارُ عَيْنٍ وحِمْلِقُ
    وخدّانِ زَانَا وَجْهَ عَنْسٍ كأنَّها
    وقد ضمرت قرمٌ من الأدم أشدق
    وخَطْمٌ كَسَتْهُ واضِحاً مِنْ لُغامِها
    نفاه من اللحيين دردٌ وأروق
    يُبَلُّ كَنَعْلِ السِّبْتِ طَوْراً وتارة ً
    يكفُّ الشَّذا مِنْها خَريعٌ وأَفَرقُ
    يعوم ذراعاها وعضدان مارتا
    فكلٌ لهُ جافٍ عن الدفِّ مِرْفَقُ
    مُضَبَّرة ٌ أُجْدٌ كأنَّ مَحالَها
    ومابين متنيها بناءٌ موثق
    وتَلوي بِجَثْلٍ كالإهانِ كأنَّما
    بِهِ بَلَحٌ خُضْرٌ صِغارٌ وأَغْدُقُ
    مَناسِمُ رِجْليها إِذا ما تقاذَفتْ
    يَداها وحُثَّتْ بالدوائرِ، تَلْحقُ
    على لاحبٍ يزداد في اللبس جدة ً
    ويبلى عن الإعفاء طوراً ويخلق
    تقلب أخفاقاً بعوجٍ كأنها
    مرادي غسانية ٍ حين تعتق
    وكانتْ ضِناكاً قد علا النحضُ عَظْمَها
    فعادتْ مَنيناً لحمُها مُتعرَّقُ
    إذا حُلَّ عنها كُورُها خَرَّ عِنْدَهُ
    طليحان مجترٌ وأشعث مطرق
    وماءٍ كأنَّ الزيتَ فوق جِمامِهِ
    متى ما يذقه فرط القوم يسبق
    فَوَصَّلْتُ أَرْماثاً قِصاراً وبَعْضُها
    ضعيف القوى بمحمل السيف موثق
    إلى سفرة ٍ ، أما عراها فرثة ٌ
    ضعافٌ ، وأما بطنها فمخرق
    أَلُدُّ بما آلَتْ من الماءِ جَسْرة ً
    تكادُ إذا لُدَّتْ من الجهدِ تَشَرقُ




    الرحيل
    الرحيل


    عدد المساهمات : 425
    تاريخ التسجيل : 01/06/2011

    من ديوان النابغة الشيباني Empty رد: من ديوان النابغة الشيباني

    مُساهمة  الرحيل الجمعة يونيو 17, 2011 12:17 am


    أشتقت وانهل دمع عينك أن

    أشتقت وانهل دمع عينك أن
    أضحى قِفاراً من خُلّتي طَلَحُ؟
    بسابسٌ دارها ومعدنها
    تمسي خلاءً وما بها شبح
    إلا عسولٌ أو حاجلٌ نغقٌ
    وذو ضباحٍ في صوته بحح
    يضبح فيها شختاً تجاوبه
    ـ إذ صاحَ ـ بومٌ روّاغة ٌ ضُبُحُ
    كأنَّه لم يكنْ بِهِ أَحدٌ
    فالقَلْبُ من قلبِ من نأى قَرِحُ
    تشوقُهُ عُدْمُلُ الديارِ وما
    أشقاه إلاّ الدوارسُ المُصُحُ
    يعتادها كل مسبلٍ لجبٍ
    جَوْنٍ رُكامٍ سَحابُهُ رَجُحُ
    قُعْسٌ من الماءِ في غوارِبِهِ
    بُلْقٌ صِعابٌ يَرْمَحْنَهُ ضُرُح
    مقعندرٌ في الديار مؤتلقٌ
    تكاد منه الأبصار تلتمح
    مؤتلفٌ خِلْتَ في أواخِرِهِ
    حداة عيرٍ إذ جلحوا صدحوا
    قد مات غماً أجش مبتركٌ
    تنصاحُ منهُ مواقِرٌ دُلُحُ
    فالماء يجري ولا نظام له
    روايا صعوقة ٌ سُحُحُ
    والطيرُ تطفو غَرقى قد أهلكها
    رحب العزالي ماصبَّ منسفح
    يزدادُ جوداً والأُكْمُ قد غُمِرتْ
    والعون فيها مقامها طفح
    والوَحْشُ أَوْفَتْ على اليَفاعِ وما
    لم يوف منها في سيله سبح
    قد نالَ منها البطونَ ذو زَبَدٍ
    فكل رفعٍ منهن منتضح
    أشحذ إذ هبت الشمال ، له
    سيق ركامٌ فالغيم منسرح
    تلوح فيه لما قضى وطراً
    قَوْسٌ حَناها في مُزْنِهِ قُزَحُ
    والأرضُ منهُ جمُّ النبات بِها
    مثل الزرابي للونه صبح
    وارتدتِ الأُكْمُ من تَهاويلِ ذي
    نورٍ عميمٍ ، والأسهل البطح
    من أربيانٍ تزينه شققٌ
    يغبق ماء الندى ويصطبح
    والشومُ كالرِيحِ شَدُّها عَرَضٌ
    تجول فيه والعين تنتطح
    أولادها الأرخ حين تفطمها
    وغاطِشٌ للرِّضاع مُرْتَشِحُ
    يحوزها كالعزيز عن عرضٍ
    يهز روقاً كأنه رمح
    وأنت إن تشأ أَمَّ مرتبئاً
    له صعابٌ رواتعٌ لقح
    يَصومُ من حبِّها ويَرْبؤُها
    فالبَطْنُ منهُ كأنَّهُ قَدَحُ
    إن رامها لم تقر وامتنعت
    منهُ على كلِّ فائلٍ جُرُحُ
    متى تَفُتْهُ في الشدِّ خائفة ً
    يدنه منها صلادمٌ وقح
    صَرَفْتُ عنها والطيرُ جارِيَة ٌ
    ولست ممن يعوقه السنح
    تحمِلُ كُوري وجناءُ مُجْفَرة ٌ
    قنواء عرفاء جسرة ٌ سرح
    أجد أمونٌ كالقبر هامتها
    ذات هبابٍ في لحيها سجح
    وفي يَدَيْها من بَغِيها عُسُرٌ
    والرجل فيها من خلفه روح
    بها ندوب الأنساع دامية ٌ
    يَلوحُ من حَزِّها بِها وَضَحُ
    حز سقاة ٍ حجاج غامضة ٍ
    منها على كل جانبٍ متحوا
    لاشيء أنجى منها وقد ضمرت
    من بعد بدنٍ إذ بلها الرشح
    يَبُلُّ منها الذِّفْرى ودنَّسَها
    من قُنْفذِ الليْتِ حالِكٌ نَتِحُ
    تُمِرُّ جَثْلاً مثلَ الإهانِ على الـ
    ـحاذين يربو في قضبه البلح
    وتارة ً عجزَها تُصيبُ بِهِ
    وذائِلاً لَيْسَ فيهِ مُمْتَنَحُ
    إن حل عنها كورٌ يبت وحداً
    وصاحباها كِلاهُما طَلِحُ
    فكم وَرَدْنا من مَنْهلٍ أَبِدٍ
    أعذبُ ما نستقي به المَلِحُ
    آمل فضلاً من سيب منتجعٍ
    إيّاهُ ينوي الثناءُ والمِدَحُ
    أزحت عنا آل الزبير ولو
    كانَ إمامٌ سواكَ ما صَلَحوا
    تسوس أهل الإسلام عملتهم
    وأنتَ عندَ الرحمنِ مُنْتَصَحُ
    إن تلق بلوى فصابرٌ أنفٌ
    وإن تلاق النعمى فلا فرح
    ماضٍ إذا العيس أنسفت وونت
    في لَوْنِ داجٍ كأنَّه مِسَحُ
    تصبح عن غب ماأضر بها
    والعيس خوصٌ بالقوم تجتنح
    يرمي بعيني أقنى على شرفٍ
    لم يؤذه عائرٌ ولا لحح
    يبينُ فيه عِتْقُ الأعاصي كما
    يَبينُ يَوْماً للناظرِ الصُّبُحُ
    وآل أبي العاص أهل مأثرة ٍ
    غُرٌّ عِتاقٌ بالخير قد نفحوا
    خير قريشٍ هم أفاضلها
    في الجد جدٌ وإن هم مزحوا
    أرحبها أذرعاً وأصبرها
    صبراً إذا القومُ في الوغى كَلَحوا
    أما قريشٌ فأنت وارثها
    تكفُّ مِنْ شَغْبِهِمْ إذا طَمَحوا
    حفظت ماضيعوا وزندهم
    أوريت إذا أصلدوا وقد قدحوا
    مناقب الخير أنت وارثها
    والحمد ذخرٌ تغلي به ربح
    آليْتُ جَهْداً وصادقٌ قسمي
    برب عبدٍ تجنه الكرح
    فهو يتلو الإنجيل يدرسه
    من خَشْيَة ِ اللهِ قلبُهُ قَفِحُ
    لابنك أولى بملك والده
    وعمه إن عصاك مطرح
    داود عدلٌ فاحكم بسنته
    وآل مروان كانوا قد نصحوا
    فَهُمْ خِيارٌ فاعْمَلْ بِسُنَّتهمْ
    واحي بخيرٍ واكدح كما كدحوا






    أَضْحَتْ أُمَيْمَة ُ لا يُنالُ زِمامُها

    أَضْحَتْ أُمَيْمَة ُ لا يُنالُ زِمامُها
    واعتاد نفسَكَ ذِكْرُها وسَقامُها
    ورأت سهامك لم تصدها فالتوت
    واخْتَلَّ قلبُكَ إذ رَقَتْك سِهامُها
    وغَدَتْ كأنَّ حمولَها وزُهاءَها
    سحق النخيل تفيأت أكمامها
    فاشتقت إذ شطت وهاج كآبتي
    ذكرى ونفسي شفني تهمامها
    وذَهابُ همّي وَصْلُ من عُلِّقْتُهُ
    وَهْنانة ً يَشْفي السقيمَ كَلامُها
    يُربي على حُسْنِ الحَوابي حُسْنُها
    ويزيدُ فَوْقَ تَمامِهِنَّ تَمامُها
    تخطو على برديتين بغابة ٍ
    ممكورتين فما يزول خدامها
    رُودٌ إذا قامتْ تداعى رَمْلَة ٌ
    ينهال من أعلى الكثيب هيامها
    فَوِشاحُها قَلِقٌ وشبَّ سُموطَها
    نَحْرٌ عليهِ سُموطُها ونِظامُها
    ولها غدائر قد علون مآكماً
    يغذى العبير أثيثها وسخامها
    ولها كهمك مقلتان ، وسنة ٌ
    وبِها يضاءُ من الدجى إعْتامُها
    صفراءُ تُصْبِحُ كالعَرارة ِ زادَها
    حسناً - إذا ارتفع الضحاء - منامها
    تجلو بأفنانٍ أغر مفلجاً
    يجري عليهِ أَراكُها وبشَامُها
    ريقاً يرفُّ كالاقْحُوانِ أصابَهُ
    من صَوْبِ غادية ِ الربيعِ رِهامُها
    وكأن مسكاً أو شمولاً قرقفاً
    عَتَقَتْ وأَخْلَقَ بالسنينَ خِتامُها
    يشفى بنفحتها وريح سياعها
    عند الشروب من الرؤوس زكامها
    شِيبَتْ بكافورٍ وماءِ قَرَنْفُلٍ
    وبماء موهبة ٍ يسح فدامها
    يجري على أنيابها ولثاتها
    لما تكور وانجلى اعتامها
    وتريك دلاً آنساً وتقتلاً
    ويزين ذاك بهاؤها وقوامها
    فرعاً مقابلة ً فلا تخزى بها
    وهي التي أخوالها أعمامها
    وهي التي كملت تشبه دمية ً
    أو دُرَّة ً أَغْلى بها مُسْتامُها
    وعدت عداتٍ حال دون نجازها
    صَرْفُ الليالي بعدَها أَيامُها
    فنأتك إذ شطت بها عنك النوى
    وعفا لها دمنٌ وباد مقامها
    مر الدهور مع الشهور تنوبها
    ومن الرياح لقاحها وعقامها
    غَرْبَلْنَها ونَخَلْنَ أَلْيَنَ تُرْبِها
    وجلالها لما استثير قتامها
    تربٌ تعاورها عواصف أربعٌ
    عفى معارف دمنة ٍ تقمامها
    خَمْساً تَعفّيها وكلُّ مُلِثَّة ٍ
    ربعية ٍ أنفٍ أسف غمامها
    دَلَفَتْ كأَنَّ البُلْقَ في حَجَراتِها
    وحنين عوذٍ بعده إرزامها
    غَرِقَ الرَّبابُ بِها وأبطأ مَرَّها
    أحمال مثقلة ٍ ينوء ركامها
    حتى إذا اعتمت ومات سحابها
    حَفَشَ التِّلاعَ بَثجِّهِ تَسْجامُها
    ووهت مبعجة ً تبعج عظمها
    لما تزيد وادلهم جهامها
    والماء يطفح فوق كل علاية ٍ
    ويزيدُ فيه وما يني تَسْجامُها
    حتّى إذا خَفَّتْ وأَقْلَعَ غيمُها
    لَبِسَتْ تهاويلَ النَّباتِ إكامُها
    والنَّقْعُ والرَّيّانُ جُنَّ نَبَاتُهُ
    مُسْتَأْسِداً وَزَها الرياضَ تُؤامُها
    وضعتْ بهِ أُدمُ الظِباءِ سخالها
    عُفْرٌ تعطّفَ حولَها آرامُها
    وَتَرى النِّعاجَ بِها تُزجّي سَخْلَها
    رُجْناً يَلوحُ على شَواها شامُها
    وترى أداحي الرئال خوالياً
    منها سوى قَيْضٍ يجولُ نَعامُها
    صُحْماً يطيرُ عَفاؤها وكأنَّها
    شوه الحواطب رعبلت أهدامها
    فإذا أضرَّ بِعانة ٍ صَخِبَ الصُّحى
    جَأْبُ النُّسالة ِ لم يَقِرَّ وِحامُها
    صَرَحَتْ تَوالِيها وهاجَ ضَغائِناً
    وَعَداوة ً ما حُمِّلت أَرْحامُها
    سكنت بدارٍ ماتبين آيها
    كانت بهن قبابها وخيامها
    فتركتهن وما سؤالي دمنة ً
    عِنْدَ التحيّة ِ لا يُرَدُّ سَلامُها؟
    واجتبت تيهاً ماتني أصداؤه
    تزقو ، وغرد بعد بومٍ هامها
    عَذْراءُ لا إنسٌ ولا جِنٌّ بِها
    وَهْي المَضِلَّة ُ لا تُرى أعلامُها
    خلفتها بجلالة ٍ عيدية ٍ
    مَضْبورة ٍ يَبْني القُتودَ سَنامُها
    عَيْساءُ تغتالُ الفِجاجَ بِوُقَّحٍ
    تنفي الحصى ويرضُّهُ تَلْثامُها
    بعنطنطٍ كالجذع منها أسطعٌ
    سامٍ يمد جديلها وزمامها
    فإذا مشت مقصورة ً زافت كما
    يجتاز أعظم غمرة ٍ عوامها
    وكأن أخطب ضالة ٍ في شدقها
    لمّا عَمى بعدَ الدؤوبِ لُغامُها
    ويصيب بعد القادمين زميلها
    ريان ناعم نبته إعقامها
    كانت ضِناكاً فاستحلتُ سمينَها
    حتّى تلاءَمَ جِلدُها وعِظامُها
    وتركتُها مثلَ الهلالِ رَذِيّة ً
    وكأنّما شكوى السَّليمِ بُغامُها
    تنوي وتنتجع الوليد خليفة ً
    يعُنى بذلك جُهْدُها وجِمامُها
    ملكٌ أغر نمى لملكٍ كفه
    خيرُ العطاءِ بُدورُها وسَوامُها
    تندى إذا بخل الأكف ولاترى
    تعلو براجم كفه إبهامها
    وهو الذي يمسي ويصبح محسناً
    شَتّى لهُ نِعَمٌ جَدا إنعامُها
    وإذا قُريشٌ سابَقَتْك سَبَقْتَها
    بقديم أولاها وأنت قوامها
    وإذا قناة المجد حاول أخذها
    فَبِطولِ بَسْطَتِهِ تَبُذُّ جِسامُها
    أنت الذي بعد الإله هديتها
    إذْ خاطرتْكَ بِأَقدُحٍ أقوامُها
    فورثت قائدها وفزت بقدحها
    وخصمت لداً لم يهلك خصامها




      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 2:06 am