الصالحون على فراش الموت
لا تأسفن على الدنيا وما فيها فالموت لا شك يفنينا ويفنيها
الموت كلنا اليه سائر وكلنا له متجرع ويجب ان لا يغيب عن اذهاننا لنعمل لهذه الساعة الحرجة في حياة كل منا فلا نجعلها حرجة
فيأتيننا في بغتة ونحن لا نشعر.
أرتأيت في هذه الكتابة أن انقل إليكم بعض احوال الصالحين واقوالهم عند الموت فتمعنوا بها عل الله يرحمنا يوم نلقاه.
عبد المالك بن مروان شئل في مرضه الذي مات فيه :كيف تجدك يا امير المؤمنين ؟قال اجدني كما قال الله تعالى:"ولقد جئتمونا
فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم
وضل عنكم ما كنتم تزعمون"(الانعام :94)ثم مات.
ولما حضرت معاذا رضي الله عنه الوفاة قال :اللهم اني كنت اخافك وانا اليوم أرجوك.اللهم انك تعلم اني لم اكن احب الدنيا
وطول البقاء فيها لجري الانهار,ولا لغرس الأشجار,ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ,ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق
الذكر.
ولما حضرت بلالا الوفاة قالت امرأته:واحزناه.فقال بل واطرباه غدا نلقى الاحبة محمدا وحزبه.
وحكي ان هارون الرشيد انتقى أكفانه بيده عند الموت,وكان ينظر اليها ويقول :"ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه"(الحاقة:
28,29).
هكذا كانوا يرون الحقيقة الكبرى (الموت) واضحة جلية جلاء الشمس في رابعة النهار.
-بل هذا الامام ابن الجوزي يبكي عند الموت فيقول له تلاميذه :يا امام الست قد فعلت كذا وكذا؟فقال : والله انني اخشى أن أكون
فرطت ونافقت فيحق علي قول الله تعالى:"وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا
به يستهزئون"(الزمر,47,48).
ثم قال ولقد تاب على يدي في مجالس الذكر أكثر من مائتي الف.واسلم على يدي اكثر من مائتي نفس.
وكم سألت عين متجبر بوعظى لم تكن تسيل.ويحق لمن تلمح هذا الانعام ان يرجو التمام.
وربما لاحت أسباب الخوف بنظري الى تقصيري وزللي.
ولقد جلست يوما فرأيت حولي أكثر من عشرة آالاف ما فيهم الا من قد رق قلبه,أو دمعت عينه,فقلت لنفسي :كيف بك أن نجوا
وهلكت:فصحت بلسان وجدي :الهي وسيدي ان قضيت علي بالعذاب غدا فلا تعلمهم بعذابي,صيانة لكرمك لا لاجلي, لئلا
يقولواعذب الله من دل عليه.
اسأل الله سبحانه وتعالى ان لا اخطىء صوابا
ادعو الله بحسن الخاتمة لنا اجمعين
لا تأسفن على الدنيا وما فيها فالموت لا شك يفنينا ويفنيها
الموت كلنا اليه سائر وكلنا له متجرع ويجب ان لا يغيب عن اذهاننا لنعمل لهذه الساعة الحرجة في حياة كل منا فلا نجعلها حرجة
فيأتيننا في بغتة ونحن لا نشعر.
أرتأيت في هذه الكتابة أن انقل إليكم بعض احوال الصالحين واقوالهم عند الموت فتمعنوا بها عل الله يرحمنا يوم نلقاه.
عبد المالك بن مروان شئل في مرضه الذي مات فيه :كيف تجدك يا امير المؤمنين ؟قال اجدني كما قال الله تعالى:"ولقد جئتمونا
فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم
وضل عنكم ما كنتم تزعمون"(الانعام :94)ثم مات.
ولما حضرت معاذا رضي الله عنه الوفاة قال :اللهم اني كنت اخافك وانا اليوم أرجوك.اللهم انك تعلم اني لم اكن احب الدنيا
وطول البقاء فيها لجري الانهار,ولا لغرس الأشجار,ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ,ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق
الذكر.
ولما حضرت بلالا الوفاة قالت امرأته:واحزناه.فقال بل واطرباه غدا نلقى الاحبة محمدا وحزبه.
وحكي ان هارون الرشيد انتقى أكفانه بيده عند الموت,وكان ينظر اليها ويقول :"ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه"(الحاقة:
28,29).
هكذا كانوا يرون الحقيقة الكبرى (الموت) واضحة جلية جلاء الشمس في رابعة النهار.
-بل هذا الامام ابن الجوزي يبكي عند الموت فيقول له تلاميذه :يا امام الست قد فعلت كذا وكذا؟فقال : والله انني اخشى أن أكون
فرطت ونافقت فيحق علي قول الله تعالى:"وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا
به يستهزئون"(الزمر,47,48).
ثم قال ولقد تاب على يدي في مجالس الذكر أكثر من مائتي الف.واسلم على يدي اكثر من مائتي نفس.
وكم سألت عين متجبر بوعظى لم تكن تسيل.ويحق لمن تلمح هذا الانعام ان يرجو التمام.
وربما لاحت أسباب الخوف بنظري الى تقصيري وزللي.
ولقد جلست يوما فرأيت حولي أكثر من عشرة آالاف ما فيهم الا من قد رق قلبه,أو دمعت عينه,فقلت لنفسي :كيف بك أن نجوا
وهلكت:فصحت بلسان وجدي :الهي وسيدي ان قضيت علي بالعذاب غدا فلا تعلمهم بعذابي,صيانة لكرمك لا لاجلي, لئلا
يقولواعذب الله من دل عليه.
اسأل الله سبحانه وتعالى ان لا اخطىء صوابا
ادعو الله بحسن الخاتمة لنا اجمعين